رصّع نادي الشباب العربي اسمه على لائحة الأبطال عبر تتويجه في أول موسم له ببطولتي الناشئين والأشبال لكرة القدم، مؤكداً جدارته إدارةً وجهازاً ولاعبين لتحقيق مسار ناجح وسريع نحو الأضواء
أحمد محيي الدين
بدأت الفكرة قبل عشر سنوات حين بادر رئيس النادي عبد الرحمن النقري، وهو مدير شركة تعنى بالتسويق الرياضي، لدعم فكرة صديقيه المدربين جهاد محجوب وناصر بختي، اللذين كانا يشاركان في مهرجانات رياضية خاصة للنشء، وكان النقري داعماً لهذه المهرجانات المتنوعة في الألعاب الرياضية، وجرّاء هذه المشاركة ومراقبة الأطفال وانتقاء الموهوبين تكوّنت نواة لاعبين صغار السن ومميزين واستبعدت فكرة المهرجانات الصيفية الموسمية، وقرّر المدربان متابعة عدد من هذه الخامات على مدار السنة، مستغلين ملاعب بلدية بيروت في قصقص لمزاولة التمارين ومتابعة شؤون البراعم وشجونهم.

الانطلاقة والطموح
وعقب أحد المهرجانات الصيفية المحلية حضر إلى لبنان المدرب العراقي جاسم حسون النروجي الجنسية، عبر صديقه ومواطنه المدرب بهاء سالم، وتابع مجموعة أولاد تلعب كرة القدم وأعجب بمهارات معظمهم، فعمل حسون على تأمين دعوة لهذا الفريق للمشاركة في دورة النروج الدولية للأولاد، وكانت هذه أولى المشاركات الخارجية وشكلت مفصلاً للصعود التدريجي لما وصل إليه الفريق. وبموازاة ذلك، كان العمل على إعداد الفريق بدنياً ومهارياً لتكون المشاركة مشرّفة. وخاض الفريق الدورة تحت اسم «victory foot school»، وحقق نتائج باهرة، إذ بلغ الدور ربع النهائي من أصل 300 فريق مشارك.
وبعد العودة، بات الطموح أكبر وزاد عدد اللاعبين، فكان لا بد من إنشاء فرق للفئات كافة باسم نادي الشباب العربي ـــــ بيروت.
وعن سبب اختيار هذا الاسم أوضح المدرب محجوب أن علاقة صداقة متينة تربطهم مع نادي الشباب العربي ـــــ دبي الإماراتي بطل الدوري المحلي، وكانت هذه المجموعة قد زارت الإمارة مرتين وحققت نتائج لافتة على مستويي الناشئين والأشبال، فجاء التمنّي من إدارة النادي الإماراتي لإطلاق هذا الاسم على الفريق الجديد مع توأمة الناديين، وحالياً بات «بروتوكول» التوأمة في المراحل الأخيرة.

المشاركات المحلية

يشارك النادي البيروتي في منافسات دوري الدرجة الرابعة وفي الفئات العمرية للناشئين والأشبال، إضافة إلى فريق للسيدات.
ففي بطولة الدرجة الرابعة كانت المشاركة ضرورية وخاض البطولة بفريق يضم 90% من أعضائه دون الـ19 عاماً، مطعّماً بعدد من المخضرمين. وفي العام المقبل، سينافس الفريق بقوة للصعود إلى مصاف أندية الثالثة وصولاً إلى الأضواء، وهذه الخطة متناسقة حيث يدافع عن ألوان الفريق لاعبو الشباب ويشكل فريق الناشئين خزاناً لتأمين العناصر الجيدة للارتقاء.

بطولتا الناشئين والأشبال

في بطولة الناشئين، وصل الفريق المتناسق إلى المربع الذهبي فخسر من العهد 1ــ2، وفاز على الأنصار 3ــ0 والشباب طرابلس 4ــ1، وبعد وقوع التعادل بين ثلاثة فرق، تعادل مع العهد 0ــ0 وفاز على الأنصار 2ــ0 ليحرز باكورة ألقابه المحلية.
وعلى صعيد الأشبال، فاز الفريق بجلّ مبارياته، وفي المربع الذهبي حقق فوزاً عريضاً على الأنصار في المباراة الحاسمة 4ــ1.
وفي فريق السيدات، بإشراف المدرب سعيد حمدون، خاض أول بطولة للكرة الناعمة، وكانت الوعود التي أطلقتها لجنة الكرة النسائية في الاتحاد مشجعة للبطولة شبه المجانية، فكانت أولى الصدمات الأجور المحتسبة للملاعب والحكام، وأشار محجوب إلى أن فريق السيدات تعرّض لتحامل تحكيمي فتقرر تجميد مشاركة الفريق لإعداده للموسم الجديد.

المدرسة لنشر اللعبة

يقوم نادي الشباب بتنظيم المدرسة الصيفية كل عام لاكتشاف المواهب، ولا تقتصر على كرة القدم فقط بل هناك ألعاب ترفيهية وسباحة، ويشرف على الأكاديمية اللاعب بلال فليفل ويساعده محمد سكيكيني.
ويأمل محجوب أن تفتح بوابة الاحتراف أمام أكبر عدد ممكن من الأولاد وذلك بمساعدتهم من كل الجهات لتحفيزهم للوصول إلى أهم ملاعب العالم. وبات للفريق حالياً سبعة ناشئين في عداد المنتخب، وسيغادر في 25 الجاري للمشاركة في دورة النروج الدولية، وسيلعب مع ريغ في 27 الجاري ثم إيدسفولد في اليوم التالي وأسكر في 29 منه، كما يتدرب سبعة لاعبين آخرين مع فريق النجمة الذي يستعد للمشاركة في دورة نادي تشلسي الإنكليزي.

أبرز الأسماء

لمع في صفوف الفريق مواهب، معظمهم من فئتي الناشئين والأشبال. وأبرزهم: حسن قاضي (مواليد 92) ومحمود فخرو (91) ووسام صالح (93) وطومي حامض (94) وشارل القارح (94) وطومي القارح (94) وجان فيليب القارح (95) وأحمد صبرا (94). كما برز اللاعب مصطفى قانصو (مواليد 93) حيث يتوقّع له مستقبل باهر في الملاعب.


الدعم ذاتي وليس لجهة معينة

يعتمد نادي الشباب العربي في التمويل على جهود إدارته ومدّخراتها، إذ ليس هناك جهة داعمة، ويعوّل في تأمين التمويل على «جيوب» رئيس النادي وإدارييه ومجموعة من الأشخاص إضافة الى الجامعة اللبنانية الدولية «LIU» التي تدعم مادياً ولوجستياً عبر تقديم ملاعبها للتمارين، أما الدعم الوحيد للفريق فجاء من الاتحاد البيروتي.