strong>وفعلها زينيت سان بطرسبرغ (لينينغراد سابقاً)، وحفر اسمه في السجلات الذهبية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، بعدما أعاد لقب كأس الاتحاد إلى روسيا، محرزاً الكأس للمرة الأولى في تاريخه، واللقب الثاني للجمهورية الفدرالية بعد سسكا موسكو 2005.
أحمد محيي الدين
وتفوّق «الدب الروسي»، صاحب 7 ألقاب فقط طوال مسيرة النادي الذي تأسس عام 1925، على غلاسغو رينجرز الإسكوتلندي، صاحب 107 ألقاب، 2ــــ0 في المباراة النهائية التي استضافها ملعب «سيتي أوف مانشستر» في المدينة الإنكليزية الشمالية.
ولم يكن تتويج الفريق الروسي «ضربة حظ» إطلاقاً، بل جاء ثمرة جهد كبير من اللاعبين، وعلى رأسهم المدرّب القدير الهولندي ديك إدفوكات، الذي عرف من أين تؤكل الأكتاف الألمانية والإسكوتلندية والفرنسية والإسبانية. فبخلطته السحرية والتوليفة التي أوجدها في الفريق، استطاع أن يقوده إلى عالم الأندية الكبيرة وجعله يضع البصمة الروسية في سجلات الأقوياء.
وقد تنجح هذه الخلطة مع مواطنه غوس هيدينك الذي يستعد لخوض غمار كأس أمم أوروبا 2008 التي تستضيفها النمسا وسويسرا من 7 إلى 29 حزيران المقبل، على رأس الإدارة الفنية للدب الأكبر أي المنتخب. وقد عوّدت الكأس الأوروبية أن لا تعترف بالمنتخبات الكبيرة على غرار الدنمارك عام 1992 في السويد واليونان في البطولة السابقة 2004 في البرتغال.
وبالعودة إلى أجواء كأس الاتحاد، فإن زينيت استطاع أن يقصي أندية لها الباع الطويل في البطولات، أمثال بايرن ليفركوزن الألماني 4ــــ1 ذهاباً في «باي أرينا» في ليفركوزن، وخسر 0ــــ1 إياباً في موسكو، وعلى البافاري العريق بايرن ميونخ 1ــــ1 ذهاباً وسحقه 4ــــ0 إياباً، وقبلهما مارسيليا الفرنسي وفياريال الإسباني. فيما لم تكن مسيرة الفريق الإسكوتلندي مفروشة بالورود، فتخطّى في طريقه للنهائي باناثينايكوس اليوناني وفيردر بريمن الألماني وسبورتينغ لشبونة البرتغالي وفيورينتينا الإيطالي.
«دق الحديد يحلّ اللحام»، ربما ينطبق هذا المثل الشعبي على المباراة النهائية، التي ظهر فيها الفريق الروسي «السراء والضراء»، إلا أنه اصطدم بحائط دفاع إسكوتلندي فولاذي كان من الصعب جداً اختراقه، إلا أنه رضخ في النهاية لعبقرية لاعب الوسط الدولي أندريه ارشافين الذي موّل المهاجمين التركي فاتح تيكي وإيغور دينيسوف، وافتقد الفريق هدّافه بافل بروغربنياك الذي يشارك لوكا طوني في صدارة ترتيب هدّافي المسابقة بـ10 أهداف بسبب الإيقاف.
وقد خاض الفريق الإسكوتلندي المباراة بطريقته الدفاعية الاعتيادية التي أوصلته إلى المباراة النهائية، رغم أنه لم يسجل في مسيرته إلى المباراة النهائية سوى 5 أهداف، فيما لم تطرق شباكه قبل هذه المباراة غير مرتين.
وبدأ زينيت المباراة بحذر شديد، خوفاً من أن تهتز شباكه أمام خصم يصعب اختراقه، ما قد يكلّفه ذهاب تعبه في الفترة الماضية كلها أدراج الرياح، فاعتمد سياسة الهجمات المرتدة والضغط بخمسة لاعبين دفعة واحدة على المنطقة الإسكوتلندية، معتمداً على سرعة لاعبيه الفائقة للعودة إلى منطقتهم بغية صدّ الهجمات المعاكسة، فكان له ما أراد، لكنه انتظر حتى الشوط الثاني عندما نجح دينيسوف في افتتاح التسجيل في الدقيقة 73 بعد تمريرة بينية متقنة من أندريه ارشافين، توغل الأول على إثرها داخل المنطقة وسدد داخل شباك نيل ألكسندر، قبل أن يضيف زميله زيريانوف هدفاً ثانياً في الوقت بدل الضائع بعد تمريرة عرضية من تيكي.
وهذا الفوز الروسي قد يبشّر بولوج «الدب» باب البطولات الكبرى، وقد يترجم هذا الكلام مع المنتخب الأزرق الذي تأهّل إلى البطولة الأوروبية بدلاً من المنتخب الإنكليزي المرعب، كما لا يستهان بعناصره أصحاب الأجسام القوية واللياقة البدنية والسرعة والتكتيك، بفضل المدرّب القدير الهولندي غوس هيدينك الذي سبق أن قاد كوريا الجنوبية إلى نصف نهائي كأس العالم 2002، فهل يعود زمن يوري غاغارين؟