القاهرة ــ آسيا عبد الله
رغم إحرازه لقب كأس الأمم الأفريقية بنسخته الـ25، لم يسلم مدرب المنتخب المصري المخضرم حسن شحاتة من انتقادات الإعلام الرياضي أو المعنيين أو حتى جماهير الكرة في مصر، كما لن يسلم منها إذا فقد اللقب، فماذا يقول «الزملكاويّ» العتيق في ذلك؟


• يؤسفنا أن نبدأ من الانتقادات الهائلة الموجهة إليك، ما الأمر؟ ــ
ـــــ لا أعرف، قد يكون «دمّي تقيل عليهم»!!. في الرياضة، دائماً هناك هدف، وسواء كان الهدف هو تصفيات الأمم الأفريقية أو تصفيات كأس العالم أو غيرهما، ونحن على سبيل المثال نسعى لأن نلعب للحفاظ على اللقب الأفريقي، لكن الغريب أن الإعلام المصري قلّل من قدر المنتخب الوطني ومن قدر المنتخبات الأخرى في مجموعتنا ضمن التصفيات كموريتانيا وبوروندي وبوتسوانا. صحيح أنها منتخبات لا تاريخ لها، لكن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ. ولوكانت كذلك فنحن أقدم ناس (7000 سنة). كرة القدم تعرف المجهود الذي يبذل في الملعب وخارجه، ونحن فزنا في كل المباريات على أرضنا وتعادلنا في المباريات الخارجية كلها، فلمَ هذا الإحباط؟ هم يحبطوننا نحن ويعطون منافسينا الحافز. ومع ذلك، كان هدفنا التأهل غير المضمون، ونحن تأهلنا.

• وماذا عن الجماهير المصرية وانتقاداتها لك؟
ــ أنا لم أعد أعرف ماذا تريد منا جماهير مصر بعد؟ لكنها معذورة لأن الإعلام يشوّش على أفكارها.

• وما موقف الاتحاد المصري من كل ذلك، لماذا لم يعمل على حمايتكم؟
ــ الاتحاد المصري بمجمله ليس معنا ولا يعرف أي شيء عنا، من يقف معنا هو الكابتن سمير زاهر وأحمد شاكر (من اتحاد اللعبة)، أما الباقون فلا نعرف عنهم شيئاً ولا نعرف ماذا يريدون وما هو
هدفهم.
عندما تسلمنا مهماتنا، كان الهدف هو بطولة الأمم الأفريقية، وعندما كسبناها قامت الدنيا ولم تقعد، حتى أن المحللين المصريين وبعض المعنيين شكّكوا بمكسبنا لها. نحن بالفعل لم نكن من المنتخبات المصنفة للفوز بالبطولة، لكننا فزنا بعد أن لعبنا ست مباريات وفزنا في خمس منها وتعادلنا في واحدة أمام المغرب في الدور التمهيدي، ثم إن أفضل حارس مرمى وأفضل لاعب في الدورة وهدافها هم من عندنا، وبالتالي فهي مكاسب لقبيّة، ومع ذلك فما يهمّهم هو فقط التجريح بحسن شحاتة.

• ما هو برنامجكم الفني للمرحلة المقبلة، وما هو هدفكم، وقبل ذلك كله، هل أنت باق مع
المنتخب؟
ــ أمامنا تصفيات كأس العالم، ولو ربنا أكرمنا في الأمم الأفريقية، فمن الممكن أن نستمر، وفي حال العكس، أظن عندها أنهم سيلجأون إلى جهاز فني آخر للاستمرار مع المنتخب. وبالحديث عن الشق الفني، فنحن عندما قررنا التجديد للاعبين، كان ذلك على أساس أن يكون لدينا 3 أو 4 لاعبين فوق الـ30 لا أكثر، وقد بدأنا العمل على هذا الأساس، ثم تأهلنا إلى نهائيات الأمم الأفريقية وهو الهدف الثاني. وكان من المفروض ألا نخوض غمار الدورة العربية الأخيرة، لكن الدولة كلفتنا بذلك ولم نستطع أن نتراجع. والحمد لله أننا فزنا باللقب وهذا هدف مستجد علينا. يبقى أمامنا تجمع بدءاً من 26 كانون الأول وهو الإعداد الكبير الذي يتخلله مباريات ودية مع منتخبات أفريقية وبعدها نسافر إلى غانا.

• أنت مطالب بالحفاظ على اللقب الأفريقي، هل أنتم قادرون على ذلك؟
ــ نحن كجهاز ولاعبين نحاول ونسعى لتحقيق شيء ما. وعملنا كله يقوم على التفكير بالفوز، سواء كانت إمكانات لاعبينا تؤهلنا لذلك أو لا.

• من ستستدعي من اللاعبين المصريين المحترفين في الخارج؟
ــــــ لا أنكر أنني أتلقى تقارير أسبوعية في شأن هؤلاء، وبالتالي أعرف من يلعب ومن لم يلعب ومن هو مصاب، ولكن في النهاية، هناك أحمد حسن وزيدان وميدو ومحمد شوقي، ومن يلعب أساسياً مع فريقه سأستدعيه، ومن لا يلعب فلن أفعل. حسام غالي كان موجوداً معي في الدورة العربية وهو يعاني من مشكلات مع فريقه توتنهام ولا يلعب، فاستدعيته ليجهز مع ابراهيم سعيد الذي يعاني الأمر عينه مع ناديه في تركيا.

• وما الذي يدور في بالك في شأنهم؟
ـــــ أحمد حسن وزيدان يلعبان مع فريقيهما، وميدو مصاب، أما شوقي فأحياناً يلعب وأحياناً لا، وتبقى الكلمة الأخيرة في 26 حيث سنقرر.

• من الملاحظ أن رزنامة البرنامج الفني للمنتخب والأندية المصرية وخصوصاً الأهلي مكثفة، كم يؤثر ذلك على لاعبيك؟
ــ الأهلي من أكثر الأندية التي تخوض البطولات، وأكثر لاعبي المنتخب من هذا النادي، وتأثير هذه الكثافة وهذا الضغط كبير جداً، ولذلك فإننا نعذرهم، لكن المشكلة الحقيقية هي في الناقدين الذين يلوموننا على كل ما نقوم به، فهم يلومون أيضاً «لو أنك اخترت لاعباً أو لم تختره»، وبالتالي فأنت لا تعرف كيف تتصرف حيال ذلك!

• لا شكّ أن هناك تقلباً في نتائج النادي الأهلي في الفترة الأخيرة، فهل خسارته لقب دوري أبطال أفريقيا انعكس سلباً على المنتخب؟
ــــــ هناك من اللاعبين من يقول لك «دي حاجة بتاعت ربنا»، وهناك من يتأثر، وهناك من يستطيع أن يندمج معك بشكل سريع وهذه شطارتنا نحن كجهاز بعلاقتنا مع اللاعب في إخراجه من الإحباط أو غيره، ونحن والحمد لله استطعنا ذلك مع لاعبي الأهلي الموجودين.

• من سينافسك في كأس الأمم الأفريقية؟
ــ هناك منافسون كثر، فالمنتخبات الـ23 الموجودة تضمّ لاعبين محترفين في أكبر أندية أوروبا وهم يلعبون كأساسيين ومستواهم ممتاز، وقد أكون أنا الحلقة الأضعف فلديّ فقط أربعة لاعبين محترفين، اثنان منهم يلعبان بشكل منتظم مع نادييهما، والآخران على مقاعد الاحتياط.

هوية

• ولد حسن شحاتة في 19 حزيران 1947.
• لاعب مصري دولي سابق في نادي الزمالك ومنتخب مصر.
• خاض 70 مباراة دولية مع المنتخب.
• مُنح وسام الرياضة من الطبقة الأولى واختير كأفضل لاعب في آسيا بعد تألقه مع نادي كاظمة الكويتي.
• اعتزل اللعب عام 1983 وعمل في مجال التدريب ليقود منتخب مصر للفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 2006.