strong>أحمد محيي الدين
وكأنه لا يكفي فلسطين احتلال وانقسام وتشرذم وتهجير لتدخل أيضا رياضتها عموما وكرة القدم خصوصا في أتون الهمجية الصهيونية من جهة وتجاهل المراجع العربية والدولية الرياضية وصولا الى الفيفا.
واخيرا وليس آخراً، لم تسمح سلطات الاحتلال بمغادرة منتخب كرة القدم الغلسطيني للمشاركة في الدورة العربية الجارية في القاهرة، في اطار البعثات الرياضية غالبا، فتارة تسمح وطوراً تمنعها، وكل هذا يحدث تحت أنظار الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الغائبة بلا موقف ثابت أو حاسم رغم الشكاوى والاصوات الفلسطينية المتكررة، على أمل ان يحمل هذا ضغطا ما لفرض حلول انسانية شرعية ان لم نقل عقوبات على المنتخبات الاسرائيلية بتعليق عضويتها ومنعها من المشاركة.
المراجع الرياضية الفلسطينية لم تحصل على موقف رسمي «الفيفا» ضد الممارسات التعسفية. والفيفا حاول سابقا وبخجل ثم توقف. وليس التعدي الصهيوني بجديد بل هو مستمر منذ قيام الكيان الغاصب. فقد عمد «الاتحاد الصهيوني» لرفع أوراق مزورة الى الفيفا يطلب فيها ادراج اسم اسرائيل على المنتخب الذي شارك في تصفيات مونديال 1934، اي قبل قيام الكيان الغاصب بـ 14 عاما، فتورط «الفيفا» في ذلك ووضع في سجلاته اسم « منتخب اسرائيل» بدلا من منتخب فلسطين. ومن المعروف ان منتخب فلسطين قابل حينها مرتين منتخب مصر العام 1934. وإثر الحملة الإعلامية التي قامت بها وسائل الإعلام العربية بارسال رسالة واضحة للفيفا بضرورة تصحيح هذا السجل المزور واعادة الحق لأصحابه من خلال اعتماد اسم فلسطين ورفع اسم اسرائيل.
ونتيجة لضغوط الحملة اعتمد الفيفا حلاً وسطاً يقضي بوضع اسم فلسطين في السجل التاريخي للمباريات السابق ذكرها مرفقة بمعلومة تقول «فلسطين تحت الإنتداب البريطاني»، وتم ازالة اسم «اسرائيل».
وعلى خط آخر، ما تزال الالة الاسرائيلية تدمر الملاعب ومقار الأندية والصالات الرياضية، وتحتجز الفرق والمنتخبات ما دعا لانسحاب معظمها من البطولات عربيا وقاريا، أو أنها تضطر لخوض مباريات بغياب عدد كبير من لاعبيها الأساسيين وادارييها خصوصا في الفترة الأخيرة حيث انسحب فريق شباب رفح من بطولة دوري أبطال العرب لمنع السلطات الصهيونية من المغادرة، وأدت المضايقات أيضاً الى خروج منتخب فلسطين من الدور الأول لتصفيات كأس العالم 2010 أمام سنغافورة إذ خسر ذهاباً بغياب معظم عناصره 0ــ4، واضطر للإنسحاب إياباً بسبب منعه من السفر. على امل ا ن يتحرك العرب والفيفا لفك الحصار.