strong>أضحى مستقبل الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم في العامين الماضيين، مع فريقه ماكلارين مرسيدس في «مهب الرياح»، في الوقت الذي يتخبط فيه مديره البريطاني رون دينيس للمحافظة على تماسك فريقه وسط توتر كبير يسود أجواء الحظيرة نتيجة علاقة ألونسو السيئة بزميله الشاب لويس هاميلتون
شهدت حلبة هنغارورينغ المجرية في نهاية الأسبوع المنصرم آخر فصول صراع الزميلين، ونتج منه تغريم ألونسو بحرمانه الانطلاق من المركز الأول وإرجاعه إلى المركز السادس على خلفية إعاقته لزميله الشاب خلال التجارب الرسمية، ما أسهم بشكلٍ أساسي بفوز الأخير الذي وقف في المركز الأول على خط الانطلاق وتوّج بلقبه الثالث هذا الموسم، ليعزّز بالتالي صدارته للترتيب العام بفارق 7 نقاط عن بطل العالم.
وتشير تقارير عدة إلى أن هذا الصراع قد يحتم على ألونسو ترك ماكلارين في نهاية الموسم، وهو ما دفع دينيس إلى القول إنه يأمل أن يبقى الإسباني في الفريق حتى نهاية عقده في ختام موسم 2008، فيما ذكرت تقارير أخرى أن هناك احتمالاً كبيراً لآن يعود ألونسو إلى فريقه السابق رينو الذي قدّمه إلى عالم رياضة الفئة الأولى ووضعه خلال الموسمين الماضيين على خريطة الألقاب العالمية.
ويبدو أن ألونسو حانق على المعاملة التي يتلقاها من فريقه، لانه يرى ضرورة أن يحظى بأفضلية على زميله هاميلتون على خلفية أنه جاء إلى الفريق البريطاني ـــــ الألماني وهو بطل للعالم في العامين الماضيين. وقد انسحب شعور ألونسو هذا على مشجعيه، وكان وجود علم إسباني بين جماهير سباق المجر كتب عليه «ماكلارين خائنة» أفضل دليل على الشعور العام للإسبان ومشجعي ألونسو حول العالم. وترافق هذا الشعور مع إعلان الاتحاد الإسباني لرياضة السيارات أنه غير راضٍ على الإطلاق عن معاقبة ألونسو على خلفية تجارب السبت، مؤكداً دعمه لمواطنه وسعيه الحثيث من أجل تبييض صفحة بطل العالم حيال ما حصل في هنغارورينغ.
ورغم رغبة ألونسو في أن يحظى ببعض الأفضلية في المعاملة، فإن دينيس أكد أن فريقه لن يغيّر مبادئه بمعاملة سائقيه بطريقة متساوية، مضيفاً: «هذا هو موقفنا. إنه تحدٍّ يصعب إدارته، وأنا أعرف ذلك بشكلٍ كامل، إلا أن الأمر يعدُّ جزءاً من عملي. يجب أن أتخذ أي قرار يصب في مصلحة فريقي، وفي الوقت الحالي يجب أن نلتزم بصرامة موقف المعاملة المتساوية بين السائقين».
ويبدو أن توتر علاقة ألونسو وهاميلتون ترهق دينيس كثيراً، وقد تلقى الأخير وابلاً من «الشتائم» عبر جهاز اتصال هاميلتون الذي أعرب عن سخطه الكامل حيال مواطنه والفريق عقب التجارب، ما دفع مديره إلى رمي جهاز اتصاله والسماعات الخاصة به بغضب أمام عدسات الكاميرات. وذكرت بعض المصادر المقرّبة من ماكلارين أن هاميلتون اعتذر في ما بعد من دينيس بعدما جلسا معاً لتوضيح ما حصل، وهذا ما أكده الأول خلال المؤتمر الصحافي عقب فوزه «كان علينا أن نكون ببساطة محترفين، فجلسنا معاً وشرحت له وجهة نظري». وتابع هاميلتون: «كان من الصعب المحافظة على تركيزي خلال السباق، لأنه كان هناك شعور غريب ناتج من أن الفريق لن يحصل على أي نقطة (نتيجة العقوبة)، وبالتالي لم أكن متأكداً إذا كان الفريق يكرهني بسبب ذلك أو يكره الوضع، ومن يلوم على ما حصل». وأشار هاميلتون إلى أن ألونسو يجافيه ولم يتحدث إليه منذ حادثة السبت، مضيفاً: «لم يتحدث إليّ منذ السبت، وبالتالي لا أعلم إذا كان يعاني مشكلة».
(أ ف ب)