علي صفا
عام على الأخبار، عام على الحرب... عام على الانتصار.
في الإعلام تتعدد الآراء وتختلف وتتلون الأخبار، والأهم هي الحقائق.
وفي الحروب، بأسبابها ونتائجها قد يختلف الفرقاء في الوطن، لكن... على الانتصار؟
مصيبة وعمى وانفصام...
الإعلام سلطة وسلاح ومقاومة للجهل،
والمقاومة سلاح للحق والتحرر والسيادة والكرامة...
فكيف يتخلى الإنسان الحر عن سلاح المعرفة والكرامة؟
وفي الرياضة ربح وخسارة، وروح عالية راقية، وفي الحرب، ربح وخسارة، والأغلى هو فوز البناء والإرادة، حيث يسقط المعتدي في كل شيء... ويسقط معه الكثير.
***

عام على «الأخبار» وفيها، تقرأها أو لا تريد، تسمعها أو تسمع عنها، هي هي الأخبار الحرة، كما عرفتها أنا خلال عام.
أنا، وعذراً، بعد 35 عاماً من التخصص الرياضي، مدرساً ولاعباً ثم إدارياً فإعلامياً، وجدت نفسي صوتاً في «الأخبار».
هنا، أجد معنى الإعلام الحر، الهادف والمحترم، وإلا فلا ضرورة لأكون هنا، فحاجتي هي متعة الكتابة والتعبير عبر الرياضة... ميدان الحياة والثقافة والمهارة.
في الأخبار، حرية ومسؤولية وحقوق، لا طائفية ولا حزبية معلّبة ولا تلزيم، بل تعدد آراء حرة، وهي قناعة الإدارة أولاً.
إذا قرأتها تعرف، وإلا فلن تعرف حقيقتها، وستبقى جاهلاً أو متجاهلاً وربما... مجهولاً.
***

وفي رياضتنا، الخبر يفرض نفسه مهما كان، ولأيّ كان، فالنجاح يستأهل الضوء، والفشل يحتاج إلى التحليل والتوجيه.
لا نكتب لأشخاص، بل للفعل والرياضة، فالأشخاص يتغيرون، يتلونون، ينجحون ويفشلون... ثم يغيبون.
نكتب للرياضة وأهدافها ومفاهيمها، فهذا أرقى وأريح وأنفع...
حرام أن تضيع الكلمات والحبر والأوراق والجهد في التبخير والتجريح والتمسيح.
ومن العار أن يخسر الوطن مجده الإعلامي، فلبنان كان رائداً للصحافة العربية، والرياضية منها، فكيف نرضى بغلبة لمن يشوّهها ويدنّسها؟
***

نحو «رياضية وطنية إنسانية»، هو عنوان عملنا مذ بدأنا قبل عام، ولدى أول اجتماع بين زملاء القسم الرياضي الأعزاء: آسيا وعبد وشربل وإبراهيم وأحمد.
هو العنوان الأرقى والهدف الأسمى... الذي يتطلع إليه الكبار ولا يصله الصغار.
***

عام على «الأخبار»، على الحرب... على الانتصار.
النصر يأتي بالكلمة والموقف وسلاح الكرامة والسيادة.
مسكين من لا يعرف طعم الانتصار ومعناه، فهو يعيش خاسراً ويغرق خاسراً هو والمعتدي.
فكما تكونون... يأتي الانتصار
وكما تكونون... تكون الأخبار.