العقبة ــ شربل كريّم
«إيجاد الطريق إلى السلام عبر الرياضة»، هو العنوان الأساسي للمؤتمر الذي تنظمه اللجنة الأولمبية الدولية في العقبة ـــــ الأردن على مدار ثلاثة أيام.
21 دولة ممثلة بلجانها الوطنية ومنها لبنان تخوض غمار رحلة جديد في «الصراع» الأولمبي الدؤوب للحدّ من النزاعات المختلفة حول العالم. وبدا لافتاً في اليوم الأول من المؤتمر الذي افتتحه رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية الأمير فيصل بن الحسين، وفرة النقاشات بين المحاضرين والمجتمعين وسط التركيز على مسألة «الهدنة الأولمبية» التي بدأت تأخذ مكانها في الحسابات السياسية والاجتماعية والتربوية حول العالم.
وبرز من بين المحاضرين القادمين من القارات المختلفة، اللبناني طوني خوري عضو اللجنة الأولمبية الدولية، واليوناني ايفانجيلوس سيريغوس مدير المركز الدولي للهدنة الأولمبية في أثينا، وطوماس سيتولي مدير التعاون والتطوير في اللجنة الأولمبية الدولية، إضافة إلى مشاركة الأمير فيصل في حلقات النقاش، علماً بأن لبنان ممثل أيضاً برئيس اللجنة الأولمبية اللواء سهيل خوري، إلى حضور عضو اللجنة محمود البدوي.
وتكمن أهمية المؤتمر في وفرة المعلومات التي يقدّمها أصحاب الخبرة الأولمبية حول العالم، وذلك انطلاقاً من كيفية إدخال الثقافة الأولمبية إلى مجتمعات العالم بهدف تطوير فئة الشباب ودفعها إلى استخدام هذه الثقافة التي يعتنقها اليوم مثلاً 400 مليون شخص في الصين وحدها!
ويتطلع المؤتمرون إلى الخروج بخلاصة في ختام أعمال المؤتمر لإيجاد الآلية المناسبة في محاولة لتطبيق مفهوم الهدنة الأولمبية بشكل أوسع، وخصوصاً في المجتمعات المنقسمة ومنطقة الشرق الأوسط التي تُعَدُّ الأكثر تخبّطاً بالمشاكل السياسية والعسكرية في الوقت الحالي.
وقال اللواء خوري في حديثٍ إلى «الأخبار»: «لا شك في أن مشاركة لبنان أساسية في مؤتمر من هذا النوع، لكون المسألة تعنيه مباشرة بطريقة أو بأخرى، مع الأمل بأن تلعب اللجان الأولمبية والإعلام الرياضي دوراً أساسياً في هذا المجال لتطبيق أكبر قدر ممكن من المبادئ الأولمبية لإحلال الاستقرار وتقريب وجهات النظر وتعزيز السلام».
وتشير كل الأمثلة إلى أن فكرة «الهدنة الأولمبية» كانت الحجر الأساس لوقف مؤقت لبعض النزاعات، وقد أضحت شأناً مهماً لجميع الشرائح السياسية والاجتماعية التي أرادت ترسيخها، إذ أعلنت الأمم المتحدة عام 2000 وثيقة دولية بهذا الشأن حظيت بموافقة واسعة، كما أطلق البابا نداء للعالم من أجل احترام الهدنة الأولمبية خلال الألعاب الأولمبية في أثينا 2004، ووصولاً إلى إطلاق نداء موقَّع من أكثر من 380 شخصية عالمية وسياسية ودينية ورياضية مؤثرة في المجتمع، ومنهم الرئيس الجنوب أفريقي السابق نيلسون مانديلا لاحترام الهدنة الأولمبية.