شربل كريم
إنه الصيف، موسم الركود في ملاعب كرة القدم الأوروبية وانتقال حماوة المنافسة إلى المكاتب التي تشهد حركة غير اعتيادية وسط السباق المتواصل في سوق العرض والطلب.
هذه هي الصورة التقليدية لواحدة من أبرز فترات السنة إثارة وسط ترقب جميع المتابعين لعمليات المدّ والجزر بين الأطراف المختلفة التي قد تعمد حتى إلى طرق ملتوية بعيداً عن الأطر القانونية من أجل كسب توقيع لاعب معيّن. واللافت في الفترة القصيرة التي بدأت فيها الأندية الأوروبية المفاوضات في ما بينها أن أكبرها أبدى استعداده لتحطيم جميع الأرقام القياسية مالياً بهدف تحقيق مبتغاه.
من هنا، يتوقع أن يكون سوق الانتقالات ناشطاً بشكلٍ أكبر عمّا كان عليه الأمر في الصيف الماضي، وما يزيد من فرضية تبديل عدد كبير من اللاعبين البارزين لألوان قمصانهم، هو الفشل الذي منيت به بعض الأندية العريقة، ما يجعلها ساعية إلى لملمة جراحها وكسب عطف جماهيرها مجدداً باستقطاب أصحاب الأسماء الرنانة، والدليل القاطع على هذا الأمر بايرن ميونيخ الذي «كسر القصبة» أخيراً بدفعه مبالغ قياسية محلياً لاستقدام فرانك ريبيري ولوكا طوني.
لكن رغم وضوح صورة حاجة بعض الفرق لإدخال دماء جديدة إلى تشكيلاتها، فإن ما يدور «تحت الطاولة» في حالاتٍ كثيرة يترك علامات استفهام ويفرز مشكلات تصل إلى حدّ إعلان الأندية الحرب على بعضها.
وفي إطار موازٍ، فإن جنون سوق الانتقالات الذي يتقلّب بسرعة كأسهم أسواق البورصة العالمية، قد يدفع ميلان إلى فقدان عقله والاستغناء عن البرازيلي كاكا الذي يشكّل هاجساً حقيقياً لريال مدريد ورئيسه رامون كالديرون المستعد لجعل الصفقة الأغلى في تاريخ اللعبة من أجل الوفاء بوعده الانتخابي، فيما تشير مصادر مطلعة في إيطاليا إلى أن ميلان سيفضّل المال على «الجوهرة» التي توّجته ملكاً على أوروبا.
وإذ إن حركة الانتقالات تفرض نفسها حدثاً تقليدياً، فإن فضائح الكرة الإيطالية أضحت تأخذ مكاناً لها في نهاية كل موسم لتضيف سخونة أكبر إلى الصيف.
وبعد «كالتشوبولي» (نسبة إلى لعبة المونوبولي المعروفة) الموسم الماضي، أي فضيحة التلاعب بنتائج المباريات، تصاعدت بالأمس روائح الغش عبر المغالطات في الدفاتر الحسابية لإنتر ميلان بشكلٍ أساسي ومعه جاره ميلان وأندية أخرى.
وتطل سخرية القدر هنا لتضع الأنتر في موقفٍ حرج، إذ بعد أن قضى فريق ماسيمو موراتي الموسم محاضراً بالعفة والشرف وسط تهكمات الصحف المؤيدة له على المصير المأساوي ليوفنتوس، فإنه قد يسلك الطريق عينه في حال اتجاه القضاء الإيطالي إلى إدانته وإنزال أقسى العقوبات بحقه، ولن يكون هذا الأمر مفاجئاً، فهذا هو مفهوم الكرة في بلاد «مافيا» أبطال العالم.