علي صفا
كرتنا تدور رغم كل شيء، وعلى لا شيء محدد لولا ضرورة الحركة وتحقيق شيء يعوّض، وخصوصاً الآن عبر المنتخب الاولمبي ومنتخب كرة الصالات قبل أن يأتي السؤال الكبير: ماذا فعلنا، ماذا حققنا وماذا أضعنا وأين فشلنا؟
***

يمكننا أن نصفق طويلاً ونقف تقديراً لإنجازات منتخبي لبنان لكرة الصالات والاولمبي، ولو في بيوتنا أو أينما كنا أو حتى في قلوبنا، فهم لاعبين وجهازاً ومسؤولين ينجزون أشياء من لا شيء سوى الإخلاص والعطاء والتفوق على الذات بالذات، وهي أسس الفوز قبل الماديات. لذا من واجبنا أن نضم المنتخبين الى صف المقاومة الوطنية الرياضية، ومن حقهم أن يفخروا بها، في واقع الهدر والضياع ومنع الحقوق في البناء والرياضة وكل مناحي الحياة....
***

الكل يريد عودة جمهور الكرة الى ملاعبنا، وخصوصاً كرتنا ذاتها، بعدما فقدت ضجيجها وبريقها. ولكن الامن والهتافات تمنع القرار، وما لاحظناه أخيراً في لقاء الانصار وظفار العماني يؤكد ذلك. وهذا ما يوجب وقفة جادة من الجميع وإلا فالفراغ القاتل آت...آت.
وحده نادي الانصار اعتذر عن تلك الهتافات المسيئة للشلة المحسوبة التي شوّهت الجوّ لأنه يعرف خطورتها عليه وعلى اللعبة، فيما اتحاد اللعبة «طنّش»، وبعض الإعلام المحسوب والمربوط تجاهل، والامن المكلّف بلا علاقة، والسؤال: هل سيتجدد فتح الأبواب، وعلى أي أساس؟
المشكلة واحدة على ناديي النجمة والانصار صاحبي الجمهور الأكبر حالياً، بلا تفرقة ولا تمييز ولا... والأهم، هل من حلول فاعلة أم وحده تجاهُل البعض وهروبُه هو العلاج الخادع المتوفر...؟
لا تطور ولا رقي بلا توصيف الامراض بصدق لوصف العلاجات الصالحة...هذا من أسس الحضارة والتقدم. وإلا فالتخلف باقٍ ... باق.
***

قرأت كلمة الكابتن عدنان الشرقي الوجدانية، قبل أيام، عن تأثره بمشهد جمهور انكليزي وقف يصفق للاعبي فريقه رغم سقوطه للدرجة الادنى، وتأثرت بها وبالمشهد، وقد سبق أن عايشت ولاحظت أمثاله سنوات في أوروبا، بحكم عملي الاعلامي هناك، وبعضه بما يفوق الوصف الشعوري الحضاري.
ربما تأسّف الشرقي فأدمع على واقع الحال عندنا بعدما عايش اللعبة في عصرها الذهبي لاعباً ومدرباً ومسؤولاً.
فهمتك جيداً ياكابتن، على امل أن يفهم المعنيون والمسؤولون وبعض الإعلام والجمهور حقيقة الروح الرياضية، لرسم طريق العودة الى واقع أرقى.