علي صفا
كرة لبنان في إقامة جبرية تبحث عن مخارج لتحريرها وتطويرها. هي الآن في استراحة دوري، ومحطة كأس، وفرصة أولمبية ومنافسة آسيوية عبر فريقي النجمة والأنصار، وقد نعمت بهدية إماراتية، مقر سكني للاتحاد يحرك شعور المساكنة التوافقية. وكرة لبنان مع التشابك السياسي الجاري صارت تُكتب وتُصوّر ولا تُرى مباشرة في الملاعب حرصاً على «العِرض» والسلم الأهلي!
كرتنا الشعبية الأولى بلا جمهور، أو هي بجمهور نظري، وتجربة الأنصار الأخيرة كشفت تراجع الحضور، فكيف نعيد الجماهير اليها، كيف نجذبها، هل يفكر أحد في ذلك؟ إنها مسؤولية الجميع.

***


رغم كل شيء، حقق منتخب لبنان الأولمبي فوزاً ثمينا في إندونيسيا، ويواصل المنافسة بإرادة الأبطال، وكأنه يردّ على قافلي أبواب ملاعب التدريب في وجهه، وعلى شح المكافآت المادية له، بقوله «أنا المنتخب المقاوم في لبنان، أنا ممثل كرة لبنان الوطنية». تحية إلى هؤلاء المناضلين لاعبين وجهازاً على كل شيء.

***


فتح الأنصار مباراته الآسيوية، في لقائه أمام نيبيتشي قبل ايام. دعت الإدارة جمهورها وعملت الرابطة فحضر حوالى ألف شخص محب، عدا المدعوين. ما يعادل 20 غي المئة فقط من جمهوره الأساسي. هذا يعني الكثير. يعني أن الكلام والدعوات والرجاء لا تنفع، هناك عوامل أساسية فعلية لجذب الجمهور، منها ( تقوية الفرق وأجانبها، وضبط الأمن والأجواء، وخفض سعر بطاقات الدخول، والترويج المثير في البرامج التلفزيونية، واستضافة أندية أجنبية، وخطة سريعة وثانية طويلة وإلا... تبقى اللعبة والجميع في دائرة العبثية!
على فكرة، غداً إذا فتحت النجمة أيضاً مباراتها الآسيوية للجمهور، كم سيحضر؟

***


وتلقى الاتحاد اللبناني هدية مشكورة من دولة الامارات. مبروك للاتحاد وشكراً للامارات واتحادها. هي شقة، دار لأهل الاتحاد، ويبقى أهل الدار. حضور الشقة مهم، فالزواج التوافقي لا يستقر بلا شقة، ويبقى أن تزول «شقة» الخلاف، فلا يجوز أن نبقى في دائرة الزواج العرفي أو زواج المسيار أو زواج المتعة. الكل ينتظر مزيداً من المتعة ...الكروية !

***


لا كرة قوية في لبنان من دون نجمة قوية.
ولا نجمة قوية بدون إدارة وأجهزة قوية.
ولا إدارة قوية من دون تخصص وحرية،
ولا حرية من دون فصل بين الرياضة والتيارات.