شربل كريّم
يمكن القول إنه للمرة الاولى تتشابه جائزة افضل لاعب اوروبي مع جائزة افضل لاعب آسيوي. لكن التشابه لا يقع في حجم اهمية اللقب الذي دخل عبره الفائزان تاريخ كرة القدم في قارتيهما بل عبر موجة الانتقادات والاعتراضات والتهكمات التي وردت في وسائل الاعلام العالمية اثر اختيار الايطالي فابيو كانافارو الافضل في اوروبا والقطري خلفان ابراهيم الافضل في آسيا.
لسنا في صدد اتخاذ موقف موافق او معارض لما آلت اليه نتائج اختيار الافضل بقدر ما نريد اضافة علامة استفهام اخرى عن المعايير التي اعتمدت في الخيارين. فلا يخفى ان كانافارو من طينة اللاعبين الكبار، وهو قدّم كأس عالم مميّزة مع “الأزوري”، لكن تفوّقه بهذا الفرق من النقاط على رونالدينيو وتييري هنري يثير الريبة نوعاً ما، علماً انه لم يحرز نقطة واحدة في استفتاء العام الماضي. ربما أن البرازيلي لم يلمع في المونديال، لكنه اهدى فريقه برشلونة الدوري الاسباني ودوري الابطال الاوروبي، واذا حاولنا تناسي الانجازين الاخيرين، ننتقل الى هنري مع سؤال وحيد: ما المطلوب ان يفعله هذا المهاجم الفذّ ليحصد الذهب يوماً ما؟ غريبة قصة هنري مع الجوائز الفردية، اذ دأب على تسجيل ما معدله 20 هدفاً على الاقل في الموسم الواحد، وهو كان السبب في بلوغ ارسنال المباراة النهائية لدوري الابطال وفرنسا نهائي المونديال... واذا شكك احد في احقية هنري ورونالدينيو بالكرة الذهبية عليه ان يشاهد هدف الاول في مرمى ريال مدريد في دوري الابطال الموسم الماضي، وهدف الثاني في مرمى فياريال الاسبوع الماضي.
وإذ وضع مدرب ليون الفرنسي جيرار أوييه فوز كانافارو في خانة “الغش الايطالي” الذي كان الفريق السابق للاخير يوفنتوس جزءاً منه، يتعذر اعطاء عنوان لاختيار ابراهيم وذلك من دون اسقاط القيمة الفنية للاعب الشاب الذي لن يكون مفاجئاً (كما هي عليه الحال الآن) احرازه اللقب في المستقبل القريب. لكن اين الياباني شونسوكي ناكامورا في هذه المعادلة، والجواب: اسألوا جمهور سلتيك واستعيدوا مشهد هدفه في مرمى مانشستر يونايتد، وسيعود الى كل صاحب حقٍّ حقه. وحتى ذلك الوقت يبقى الفائزان ذهبيان ولكن...