في الوقت الذي تسابق فيه الأندية الإنكليزية الزمن قبل إغلاق باب سوق الانتقالات لتعزيز صفوفها بالمهاجمين، فإن اسماً لا يزال متاحاً كان يرعب الـ"بريميير ليغ"، لكن أحداً لا ينطق به أو يفكر به... إنه الإيطالي ماريو بالوتيللي.الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، فلنأخذ هذه الجملة وما تعنيه: "مينو رايولا عرض علينا ماريو بالوتيللي، لكننا رفضنا". هذا ما قاله رئيس نادي ساسوولو، جيوفاني كارنيفالي، مطلع الأسبوع الحالي لمحطة "راي" الإيطالية. هكذا إذاً، وصلت الحال مع "النجم المشاغب" إلى أن لا يجد مكاناً في فريق متواضع في الدوري الإيطالي مثل ساسوولو بعدما ارتدى قمصان إنتر ميلانو وميلان ومانشستر سيتي وليفربول الإنكليزيين. اللاعب الذي افترس بمفرده الألمان في نصف نهائي كأس أوروبا عام 2012 ووقف وقفته الشهيرة عارضاً عضلاته في لقطة جابت العالم، باتت أخباره في الهوامش وبات غير قادر على إيجاد فريق يؤويه.
ما يحصل مع "سوبر ماريو" سببه اللاعب نفسه طبعاً من خلال شخصيته الجدلية واستهتاره بنجوميته وقدراته ومشاغباته في الملعب وخارجه، ما جعل الجميع يتحاشاه لكي لا يسبب المتاعب لهم، وهذا ما حدا بساسوولو مثلاً إلى أن يرفضه، فيما انتقاله في الوقت الحالي إلى أحد الفرق الكبرى بات أمراً أقرب إلى الخيال رغم أنه لا يزال في سن السادسة والعشرين، أي في ذروة مسيرته.
رفض ساسوولو الإيطالي المتواضع التعاقد مع بالوتيللي!

محزن بالتأكيد ما وصلت إليه حال بالوتيللي الذي كان يُنظر إليه كأحد أفضل المهاجمين رقم 9 في العالم، وكان حتى أمام فرصة أن يتزعم الجميع بعدما لمع نجمه في سن صغيرة، وهذا ما يراه النجم الإيطالي المخضرم أندريا بيرلو صاحب التجربة والخبرة الكبيرتين حيث يقول: "إنه يحبطني، لكن لديّ الكثير من العاطفة تجاه ماريو. لا يجدر أن يكون مجرد شخص يصنع العناوين الكبرى لوسائل الإعلام. لقد لعبت إلى جانب عدد من أفضل المهاجمين ويمكن أن أؤكد لكم أن ماريو يمتلك المؤهلات ليكون أحد أفضل الهدافين في العالم. كنت أعتقد أنه سيصل إلى هذا المستوى حالياً، هذا هو المكان الذي يجب أن يكون فيه".
الكابوس الذي يعيشه "الولد المشاغب" حالياً بدأ منذ منتصف الموسم الماضي عندما أعاره ليفربول الإنكليزي إلى ميلان الإيطالي بعد موسمه السيئ في صفوفه، لكن محصلته كانت مخيبة أيضاً في النادي اللومباردي حيث سجل ثلاثة أهداف فقط في 23 مباراة. وعلى عكس ما كان يتوقع بالوتيللي حيث قال في شهر نيسان الماضي: "أقرأ الصحف، ويمكنني القول لكم إنه بالنسبة الى مستقبلي فإنني سأبقى في ميلان لأن الأمور لم تسر على نحو جيد في ليفربول ولا أريد العودة إلى الوراء"، فإن مالك "الروسونيري" فتح له بعد شهر باب الخروج من قلعة "سان سيرو".
هكذا، حصل خلاف ما قاله "سوبر ماريو" ووجد نفسه يحزم حقائبه هذا الصيف عائداً إلى مدينة ليفربول، لكنه في هذه المرة وجد الباب موصداً ومفتاحه بيد المدرب الألماني يورغن كلوب الذي أعلم بالوتيللي أنه لا يحتاج إلى خدماته وأن بإمكانه البحث عن فريق جديد.
لكن هذا الفريق طال العثور عليه، إذ حتى الآن يبدو أن كل الأبواب موصدة بوجه اللاعب الإيطالي، الذي يتدرب حالياً مع الفريق الرديف لليفربول، وقد أوردت صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية الأربعاء الماضي أن ريولا عرض خدمات موكله على فريق نانت الفرنسي، فيما ذكر راديو "مونتي كارلو" أمس أنه يتفاوض مع نيس، بعدما كان حتى الأمس القريب مطلوباً من أكبر الأندية الأوروبية التي كانت تتمنى أن يرتدي قميصها، وإذا بالأمور تنعكس ويصبح بالوتيللي هو من يحلم بهذه الفرق وسيكون مجبراً في النهاية على أن يرضى بالانتقال إلى أحد الفرق من الصف الثاني، هذا إن لم يستمر من دون فريق في هذا الموسم.
بالوتيللي يدفع الآن ثمن تراكم أخطائه التي كان لا يتوانى حتى عن التباهي بها والدفاع عنها، وهو لا شك في مرحلة دقيقة في مسيرته. مرحلة بات يحمل فيها لقباً جديداً هو "الولد التائه" بعد "الولد المشاغب".