بدا إفرتون هذا الموسم على نحو مُغاير. لم يسمح المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز لجماهير الفريق بالتحسّر على رحيل الإسكوتلندي ديفيد مويز الى مانشسر يونايتد، إذ وضع بصمته سريعاً، مقدّماً فريقاً مميزاً.
وفي مباراته المصيرية أمام أرسنال غداً على ملعب «غوديسون بارك»، لا يريد مارتينيز اتاحة الفرصة لمدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر للتفكير ملياً في خطة بديلة عن تلك التي اعتاد العمل بها. الإثنان بحاجة الى الفوز، والاثنان يتشابهان بفكرهما الكروي، يحرصان على الهجوم والاستحواذ والتحركات المستمرة للاعبين.
يتقدم أرسنال بفارق مركز واحد وأربع نقاط على إفرتون، الذي يملك في رصيده مباراة مؤجّلة من المرحلة الـ26 أمام كريستال بالاس.
والمعركة ستكون على مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، حيث يضع مارتينيز عينيه على المركز الرابع كشيء حتمي يجب أن ينتهي الموسم به.
لم تكن الترجيحات تميل نحو وصول الفريق الى مراحل متقدّمة مع مدرب جديد، لكن العمل الذي قدّمه مارتينيز منذ بداية الموسم أسس قاعدة بنى على أساسها اللاعبون والجمهور طموحاً كبيراً. وضع في النادي سياسة خاصة به. يرى هو كما فينغر ضرورة الاعتماد على لاعبين شبان، وإن كانت تخذله بعض الأحيان صلابة من يملكهم من أفراد، إلا أنه لا يزال يؤمن بهم.
ففي ما يخص الحالة البدنية للاعبه المميز روس باركلي، الذي تسعى خلفه أندية أوروبية مهمة، ليس معلوماً إن كان سيلحق بالمباراة.
باركلي الذي يُنظر اليه على أنه «واين روني» الجديد، نظراً إلى تشابه طريقة أداء اللاعبين على نحو كبير، صمد وإدارة فريقه أمام العروض. يحاول مارتينيز الاحتفاظ بلاعبيه الشبان، وخصوصاً أولئك الذين تعاقد معهم ولو على سبيل الإعارة، بداية الموسم. من البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي لفت الأنظار إليه بعد قدومه من تشلسي، الى الإسباني الشاب جيرارد دولوفيو المعار من برشلونة.
أكد مدرب الـ «توفيز» غير مرة أن هذه الأسماء التي جذبت بأدائها اهتماماً ملحوظاً، لن يتخلى عنها: «لن نفقد أياً من كبار اللاعبين لدينا هذا الموسم، والمعار منهم، سنسعى إلى الاحتفاظ به». وكبار اللاعبين هنا، لم يبلغ أحدهم الـ 21 من عمره.
كذلك يريد إفرتون استعادة لاعبه السابق جاك رودويل، الذي انتقل الى مانشستر سيتي ولم يستطع نيل فرصة اللعب أساسياً هناك.
وفي الحديث عن سعي الفرق للتعاقد مع اللاعبين، لن ينجو مارتينيز نفسه من سوق الانتقالات المقبلة.
استغرق الأمر موسماً كاملاً مع إفرتون ليرى كثيرون أن مدرباً كمارتينيز يستطيع الوصول إلى مراتب الكبار مع فرق صغيرة، وأن انتقاله من هنا قد يعود بالسوء عليه. لا يعرف هذا السوء أحد أكثر من مويز نفسه، مدرب إفرتون السابق، الذي يعاني في التسلق نحو بطولة فيرغيسون.
تردد أن مارتينيز سيخلف
فينغر إذا غادر الأخير

كشفت تقارير صحافية في برشلونة أنّ «النادي الكاتالوني» توصل إلى اختيار مارتينيز خلفاً لمدرب «البرسا» الحالي الأرجنتيني تاتا مارتينو. وكان النادي قد تابع باهتمام النجاحات التي يحققها مارتينيز في الـ «بريميير ليغ».
ويأتي هذا الحديث قبل أزمة برشلونة ومحورها عقوبات «الفيفا» بمنعه من أي تعاقد في سوق الانتقالات الصيفية والشتوية المقبلة.
وفي مباراة الغد، يتواجه مارتينيز مع فينغر. وللمفارقة، المواجهة شخصية أيضاً، حيث لمح رئيس نادي «الغانرز» السابق بيتر هيل وود إلى أنه بسبب ازدياد المشاكل بين المدرب والإدارة، سيخلف مارتينيز فينغر إذا غادر الأخير شمال لندن خلال الأشهر المقبلة لتولي تدريب المنتخب الفرنسي.
سيكون اللقاء الثالث بين الطرفين هذا الموسم.
بعدما تعادلا (1-1) في ذهاب الدوري على ملعب «الإمارات»، وتغلب أرسنال في ربع نهائي كأس إنكلترا (4-1)، يسعى مارتينيز إلى إثبات علو كعبه على فينغر، وقلب الطاولة عليه. يردد مارتينيز ولاعبوه: «من حقنا أن نحلم بدوري أبطال أوروبا».
يمكن للنجاح أن يكون أكثر مما هو عليه الآن. نجاحٌ باهر لا يمكن ترصيعه إلا باعتراف أخير: لمارتينيز مستقبل باهر في عالم التدريب.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




قوانين خاصة على اللاعبين

ذكرت صحيفة «ذا ديلي مايل» الإنكليزية أن نجاح مدرب إفرتون روبرتو مارتينيز، يعود إلى القوانين التي فرضها على اللاعبين في موضوع الصحة. ويفرض مارتينيز على اللاعبين نوعاً من الصوم عن تناول الكربوهيدرات قبل المباريات. وقال: «أريد الدم في الدماغ وليس في المعدة أثناء اللعب». كذلك يفرض غرامة على كل لاعب لا ينام 8 ساعات يومياً!