مع تطوّر كرة القدم واعتماد الأندية أسلوباً هجومياً معاصراً، أصرّ مورينيو على نهج «المدرسة التقليدية» بأسلوبه العدائي وثقافته الدفاعية، ليصيب فشلاً ذريعاً على كلّ المقاييس. الإصرار على الأسلوب نفسه قابله تغيّر كبير في الشخصية والتطلعات، مورينيو الغاضب أصبح أكثر هدوءاً، وبعبارة أخرة "تم ترويض مورينيو". لا أنياب يكشّرها أمام الخصوم، مجرد تصريحاتٍ إعلامية «مزعجة» يخبّئ وراءها سوء حال فرقه. الواضح أنّ مورينيو فقد شغفه، لم يعد يعشق الكرة كما السابق. يدعم ذلك قبوله مهمة تدريب فريق وصفه في ما مضى بأنه «نادٍ من الفئة المتوسطة لا يمتلك عقلية انتصارية». في حقيقة الأمر، يبدو أنّ مورينيو حوّل اهتمامه من الأمجاد إلى البدل المادّي، حيث تُثبت الأرقام التي حصدها المدرب البرتغالي في السنوات الماضية أنه أصبح يعتبر التدريب مجرد وظيفة تدرّ عليه الأموال.
حصل المدرب البرتغالي على 15 مليون جنيه إسترليني بعد إقالته من توتنهام
بلغت قيمة الشروط الجزائية التي حصل عليها جوزيه خلال مسيرته الكروية 77 مليون جنيه إسترليني. ووفقاً لصحيفة «ذا صن» البريطانية، حصل مورينيو على 18 مليون جنيه إسترليني عام 2007 من نادي تشيلسي، وفي عام 2013 حصل على 17 مليوناً من نادي ريال مدريد فسخ عقده من قبل إدارة الفريق الملكي. وفي حقبته الثانية رفقة «البلوز» حصل المدرب البرتغالي على 12.5 مليون جنيه إسترليني إثر إقالته مرة أخرى عام 2015، ليحصل عام 2018 على 15 مليون جنيه إسترليني بعد خروجه من أسوار نادي مانشستر يونايتد. تكرّر الأمر مع توتنهام، حيث حصل مورينيو على 15 مليون جنيه إسترليني بعد قرار إقالته من منصبه. مبلغٌ كان يمكن أن تزيد قيمته لو تمكّن مورينيو من الفوز في نهائي كأس الرابطة الإنكليزية أمام مانشستر سيتي في الأسبوع المقبل.
إذاً، خرج مورينيو من توتنهام. خرج مرغماً، ولكنه راضٍ على الأرباح المالية. المحطة المقبلة قد تكون في فالنسيا الإسباني نظراً إلى العلاقة الجيدة التي تجمع المدرب البرتغالي مع مالك النادي بيتر ليم. لا شيء واضحاً حتى اللحظة، المرجّح أنّ مورينيو سيقبل بأي نادٍ يتكفّل بأعباء راتبه الضخم، مع ضمانة وجود شرط جزائي «هائل» في حال تمّت إقالته.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا