تعاني اليابان الأمرّين في الفترة الأخيرة. بالنظر الى أعداد إصابات كورونا المتزايدة، تم تمديد حالة الطوارئ في العاصمة طوكيو إضافةً إلى ثلاث محافظات رئيسية، وهو ما أثار التساؤلات حول مستقبل الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في البلاد خلال شهرين تقريباً.وبحسب مجلة The Economist، تظهر استطلاعات الرأي العام في اليابان أن ما يقارب الـ 70٪ من السكان يرفضون إقامة دورة الألعاب الأولمبية، لكن اللجنة الأولمبيّة الدوليّة لا تزال ثابتة على أن الحدث سيقام.
لطالما أصرت اليابان على أن الألعاب الأولمبيّة، التي كان من المفترض أن تقام في الصيف الماضي، ستقام وستكون آمنة، غير أن الغضب الشعبي زعزع شيئاً من يقين السلطات.
[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
من الناحية القانونيّة، فإن العقد المبرم بين اللجنة الأولمبية الدولية والمدينة المضيفة طوكيو واضح ومباشر: هناك بند واحد يتعلق بالإلغاء وخيار تفعيله محصور بيد اللجنة الأولمبية الدولية فقط. على خلفية ذلك، يمكن الاستنتاج بأن قرار الإلغاء لن يتحقق إلا إذا كان لدى اللجنة الأولمبية الدولية أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلامة المشاركين في الألعاب ستكون مهددة بشكل خطير، حيث ينص الميثاق الأولمبي على أن اللجنة الأولمبية الدولية يجب أن تضمن "صحة الرياضيين" وأن تعزز "الرياضات الآمنة".
رغم كل هذا، يبدو أن اللجنة الأولمبية الدولية مصممة على المضي قدماً وإجراء هذه الألعاب، فهل يمكن أن تقف اليابان ضدها وتنسحب؟
الأمر صعب بحسب ما قاله البروفيسور جاك أندرسون من جامعة ملبورن لبي بي سي: "بموجب بنود مختلفة في اتفاقية المدينة المضيفة، إذا ألغت اليابان العقد من جانب واحد، فإن المخاطر والخسائر ستقع بشكل عام على عاتق اللجنة المنظمة المحلية". ويوضح خبير القانون الرياضي أن العقد نموذجي إلى حد ما، وأن طوكيو كانت تعرف بالطبع ما وقّعت عليه. ما لم يكن يعرفه أحد هو أن جائحة عالمية ستدخل في الصورة. ثم أضاف: "يمكن أن تتوقع العقود بعض الاحتمالات، لكن من الواضح أن طبيعة الوضع الحالي غير مسبوقة. الألعاب الأولمبية هي أكبر حدث رياضي في التقويم، وهناك مليارات على المحك بالنسبة إلى اليابان وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية في ما يتعلق برعاية البث. إنه حدث ضخم، وهناك التزامات تعاقدية ضخمة لجميع الأطراف". ومن ثم، فإن السيناريو الواقعي الوحيد هو "بقاء اليابان في إطار العقد".
(أ ف ب )

يدعم ذلك جهود جميع المعنيين لإقامة المنافسات في وقتها، بغض النظر عن الرأي العام المضاد. وبحسب ما أعلن عنه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، سيتمّ تلقيح ثلاثة أرباع سكان القرية الأولمبية على الأقل ضد فيروس كورونا قبل ألعاب طوكيو الصيفية، في ظل مخاوف حيال مخاطر تفشي الفيروس أثناء المنافسات. وقال باخ في لقاء مع مسؤولين أولمبيين، "في هذه اللحظة، تم تلقيح ما يصل إلى 75% من سكان القرية الأولمبية، أو سيحصلون على التلقيح في الوقت المناسب قبل الألعاب الأولمبية". ثم أشار إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية مستعدة لجلب المزيد من أفراد الجهاز الطبي إلى الألعاب، في وقتٍ يواجه فيه المنظمون المحليون تحديات حيال إرهاق الحدث الرياضي الكبير للنظام الصحي خلال جائحة كورونا.
في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة، كانت هناك ثلاث حالات فقط تم فيها إلغاء العرض: في أعوام 1916 و1940 و1944، وكانت الحالات الثلاث بسبب الحربين العالميتين. وفي ظل احتواء الفيروس خلال بعض الأحداث الرياضية (مثل كرة القدم) إضافةً إلى نجاح مفعول أغلب اللقاحات المتوفرة، يبدو أن الألعاب الأولمبية لهذا العام ستنطلق بالفعل في 23 يوليو/ تموز.