حفل افتتاح فقير ولا يليق ببطولة بحجم كأس العالم. هذا ما أجمع عليه كل من تابع حفل افتتاح مونديال 2014 الذي احتضنه ملعب «أرينا كورينثيانس» في ساو باولو ليلة أمس. الملايين حول العالم انتظروا أن تقدّم البرازيل «كرنفالاً» على صورة ذاك الكرنفال الراقص السنوي الذي اشتهرت به، لكن حفل الافتتاح الذي شارك فيه 1200 شخص واستمر لمدة 25 دقيقة، جاء قصيراً، باهتاً وخالياً من المفاجآت، وتخبّط بمشاكل صوتية، وسط إخراج تلفزيوني كلاسيكي لم يظهر أي لمسة مميزة!
وكما كان متوقعاً، لم يتضمن الحفل أي كلمة، فاكتفت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بالتفرّج، ومثلها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» جوزف بلاتر، وهو أمر مقصود، إذ أرادا تفادي صافرات الاستهجان التي واجهتهما خلال افتتاح بطولة كأس القارات في البرازيل العام الماضي.
بساطة الحفل كانت مفاجئة جداً، مقارنة بالمونديالات السابقة، إذ خلا حتى من الألعاب النارية والأضواء الباهرة، ما يقلق كثيراً، وخصوصاً أن البرازيل مدعوة بعد عامين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو.


الافتتاح الأقل
تكلفة في العصر الحديث لكأس العالم

وضعف العرض المقدّم ظهر في الفشل بتقديم أغنية المونديال التي تعتبر رمزاً تقليدياً لكأس العالم بالشكل المناسب، حيث أثّرت مشكلة التقنيات الصوتية سلباً، وهو كانت قد اعترضت عليه المغنية الشهيرة جينيفر لوبيز التي سبق لها أن قررت مقاطعة الحفل قبل إقناعها بالقدوم، لتتشارك الغناء مع مغنية «البوب» المحلية كلاوديا ليتي ومغني «الراب» الأميركي بيتبول، حيث قدّموا أغنية المونديال «We Are the One» أي «نحن واحد».
وفي ظل تقديم رقصات محلية متنوعة ومتواضعة، يمكن التأكيد أن هذا الحفل هو الأقل تكلفة في تاريخ افتتاح المونديال في العصر الحديث أي منذ عام 1978، وذلك طبعاً في حال احتساب القيمة الشرائية للعملات.
صحيح أن هذا الحفل حاول إظهار الثقافة والطبيعة البرازيلية وحب البرازيليين لكرة القدم، لكن لا يمكن إسقاط أن ما يحصل من احتجاجات وضغوط في الشارع البرازيلي اعتراضاً على استضافة البلاد لكأس العالم، أثرّت بشكلٍ أو بآخر على فكرة الحفل وتنظيمه، إذ يمكن أن يكون الاتحاد الدولي قد رضي بالتنازل عن الفخامة وإظهار البذخ والتبذير لبطولة يعارضها البرازيليون أصلاً.
لذا فقد تم إخراج الحفل بطريقة بسيطة وبتكاليف متواضعة، وذلك لإقناع الرأي العام بأن الهدف ليس الإنفاق بشكلٍ عشوائي، وإنما استضافة المونديال بنجاح، لما في الأمر من فائدة وانعكاسات إيجابية على الشعب البرازيلي العاشق للمستديرة، والذي يرى فيها عدواً مؤقتاً ومحتلاً لأراضيها في الوقت الحالي.







من الحفل

■ قدّم المغنّي الفلسطيني محمد عساف في حفل الافتتاح أغنيته «يلّا يلّا» التي أطلقها خصيصاً للمناسبة، ليكون بذلك أول مطرب عربي يشارك في افتتاح حفل عالمي تابع للاتحاد الدولي لكرة القدم. وختم عساف كلام أغنيته بعبارة «Viva Palestine».

■ شهد حفل الافتتاح حضور 12 رئيس دولة من مختلف الدول الأميركية والأوروبية والعربية. وجاء في مقدمة الزعماء، الى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمير قطر تميم بن حمد، ورئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا، ورئيس أنغولا خوسيه سانتوس.