يدرك أليخاندرو سابيلا، ومعه كل الأرجنتينيين، أن الانتصارات الثلاثة في دور المجموعات لا تعني أن الأمور قد انتهت وأن الطريق الى لقب مونديال 2014 بات مفروشاً بالورود، إذ إن مواجهة اليوم، الساعة 19,00 بتوقيت بيروت، أمام سويسرا، تعد البداية الحقيقية لليونيل ميسي ورفاقه في البطولة.وبالتأكيد، فإن «ليو» سيكون محور الاهتمام من جديد اليوم بعد الأداء الباهر الذي ظهر عليه في دور المجموعات وتوَّجه بأربعة أهداف جميلة ليزرع الطمأنينة في قلوب عشاق «التانغو».

ما كان يخشاه الأرجنتينيون في أن يسير ميسي على منوال موسمه الأخير السيئ مع برشلونة. لحسن حظهم تبدد، حيث بدا «البرغوث» في أفضل أحواله، لكن، في المقابل، فإن الخشية باتت على كامل الفريق الذي لم يقدم صورة مقنعة حتى الآن، حتى إن الانتصارات كانت في منتهى الصعوبة بفارق هدف، وهي، قطعاً، لم تكن لتتحقق لولا ميسي. هذا الأمر، لا شك، يثير مخاوف الأرجنتينيين فيما لو لم يكن «ليو» في يومه، ما يجعل، انطلاقاً من المباريات الثلاث الأولى، منتخب «التانغو» عادياً في هذه الحالة ومرشحاً للسقوط. من هنا، فإن جميع لاعبي الأرجنتين مدعوون إلى أن يكونوا على مستوى الحدث، كما هو حاصل مع ميسي فيما لو أرادوا المضي قدماً نحو حلم الكأس الثالثة في تاريخهم، علماً بأن سيرجيو أغويرو لن يلعب اللقاء بداعي الإصابة، وقد أكد الجهاز الطبي للمنتخب الأرجنتيني أنه لن يغيب عن كل البطولة.
وبطبيعة الحال، فإن الحذر الأرجنتيني سيكون حاضراً اليوم انطلاقاً مما أفرزته البطولة حتى الآن بكثرة مفاجآتها، فكيف الحال أمام سويسرا التي اكتسب لاعبوها ثقة ومعنويات كبيرة بعد ثلاثيتها في شباك هندوراس التي ضمنت التأهل إلى دور الـ 16؟ وخصوصاً أنها تمتلك مدرباً ذا نظرة ثاقبة هو الألماني أوتمار هيتسفيلد وتعوّل على موهبة «ميسي سويسرا» جيردان شاكيري صاحب ثلاثية رائعة في المباراة الأخيرة.
وستكون آمال السويسريين معلقة إلى جانب هذين الاثنين على الحارس دييغو بيناليو الذي سيقف في وجه ميسي، وقد قال حول ذلك: «سنجهز أنفسنا لمواجهة ميسي وباقي اللاعبين، لكنه بالطبع يملك (ميسي) النوعية التي تقرر مصير المباريات. سيكون صعباً إيقافه، لكنه ليس الوحيد الخطير في فريقه، ومشاهدته كثيراً تساعدنا على كيفية إيقافه».
وأضاف حارس فولسبورغ الألماني أن سويسرا بحاجة إلى «تأدية استثنائية» كي تتخطى الأرجنتين: «في آخر مواجهتين، حصلنا على الفرص ويجب أن نثق بقدراتنا. بالطبع نريد كتابة التاريخ».

بلجيكا × الولايات المتحدة

تلتقي بلجيكا مع الولايات المتحدة، الساعة 23,00، في مباراة تبدو متكافئة ويصعب توقع نتيجتها.
فمن جهة بلجيكا، فإنها تمكنت من حجز بطاقتها الى دور الـ 16 بالعلامة الكاملة، غير أن علامات استفهام كثيرة طرحت على أداء تشكيلتها التي تزخر بالنجوم، وفي مقدمهم إيدين هازار، فكان الحسم في الدقائق الأخيرة وعبر لاعبي الاحتياط.
من هنا، فإن لاعبي المدرب مارك فيلموتس يبدون مطالبين في مباراة الليلة لتأكيد جدارتهم بلقب «الحصان الأسود» للبطولة، الذي توقعه كثيرون لهم قبل المونديال بعدما بدوا عاديين في دور المجموعات.
من جهتها، يكفي أن الولايات المتحدة تمكنت من العبور الى هذا الدور من مجموعة ضمت ألمانيا والبرتغال وغانا، ليتأكد البلجيكيون أنهم لن يواجهوا فريقاً سهلاً حيث بدا لاعبو المدرب الألماني يورغن كلينسمان في جهوزية بدنية عالية تحديداً في مباراتهم أمام البرتغال.
قدرات الفريقين تبدو متقاربة إذاً، يبقى معرفة من يملك كفاءة الحسم أكثر: فيلموتس أم كلينسمان؟