كان فوزاً بشق الأنفس. فعلتها الأرجنتين على حساب سويسرا وتغلبت 1-0، بهدف في الدقيقة 118 لأنخيل دي ماريا من تمريرة سحرية لليونيل ميسي. يدين الأرجنتينيون لهذين النجمين فقط. في هذا المنتخب لم يظهر حتى هذه المباراة إلا ميسي ودي ماريا، بقدرتهما على الحسم. المنتخبان قدما أداءً استحقا من خلاله التأهل إلى دور الستة عشر، لكن، في هذه المباراة استحق «التانغو» العبور الى ربع النهائي.
تكمل الأرجنتين بقيادة ميسي، سلسلة انتصاراتها، بعد الفوز بمبارياتها الثلاث الأول أمام البوسنة وإيران ثم أمام نيجيريا.
قبل اللقاء، قال مدرب سويسرا الألماني أوتمار هيتسفيلد إن دفاع منتخبه سيظهر للعالم كيفية الحد من خطورة الـ«ليو». نجح بعض الشيء، إذ لم يسدد ميسي إلا كرة واحدة، لكنه ميسي الحاسم في هذا المونديال. ميسي يؤدي نفس الدور الذي كان يؤديه الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا سابقاً. «مارادونا كان حاسماً، وبالمثل ميسي الآن»، يجزم مدرب الأرجنتين اليخاندرو سابيلا.
ميسي هو المنتخب، تحرر من الضغوط التي لاحقته منذ انطلاق مسيرته مع «التانغو»، ولم تعد المقارنة مع مارادونا تشعره بأن مُثقَل. أفضل لاعب في العالم 4 مرات يقترب مباراةً بعد أخرى من تحقيق حلمه المونديالي. ليس وحده، لكنه الأهم. مع دي ماريا، تبدو الحظوظ مرتفعة.
وبالعودة الى تفاصيل المباراة، احترم سابيلا خصمه منذ اللحظات الأولى، وأدرك أنْ ليس هناك صغير في هذا المونديال. حتى إنه درَّب لاعبيه على ركلات الجزاء، ما يعني أنه لم يكن حتى يضمن النتيجة الإيجابية في 90 دقيقة. صحَّ توقعه. وفي الشوط الأول كانت السيطرة سويسرية، وقدموا مباراةً ممتازة، هجومياً ودفاعياً. تمكن نجم بايرن ميونخ الألماني، شيردان شاكيري الملقب بـ«القزم الساحر» والذي علقت عليه آمال كبيرة، من تشكيل الخطورة غير مرة على الحارس خوسيه روميرو. لكن، في الشوط الثاني استعادت الأرجنتين السيطرة تماماً على مجريات اللقاء، وتنافس اللاعبون على إهدار الفرص. استمر التعادل السلبي، ولجأوا إلى الشوطين الإضافيين.

تدين الأرجنتين
بفوزها إلى ميسي ودي ماريا فقط
الأول خالٍ تماماً من الفرص، والثاني كان حاسماً. بدأ تهديد دي ماريا منذ اللحظات الأولى. في الدقيقة 108 سدد كرة صاروخية من خارج المنطقة، لكن دييغو بيناليو تصدى لها ببراعة. هذه الفرصة لم تكن سوى إنذار شديد اللهجة. فبعد 10 دقائق، تقدم ميسي بهجمة سريعة ثم، كعادته، مرر كرة حاسمة نحو الجهة اليمنى، تسلمها دي ماريا، وسددها بقدمه اليسرى في الزاوية اليمنى، مؤهلاً الأرجنتين.
يتبين في هذا المونديال، مباراةً بعد أخرى، أنه ليس لأصحاب القلوب الضعيفة. في الدقيقة الأخيرة من المباراة، حصل السويسريون على فرصة ذهبية لإدراك التعادل في الوقت بدل الضائع من كرة رأسية لبليريم دزيمايلي، لكن القائم الأيمن أعادها إليه، لكنه تفاجأ بها، فحولها الى خارج الملعب.
فشل منتخب سويسرا، لكنه قدم أداءً مميزاً. أما ميسي، فليس مجرد جزء من منظومة، هو المنظومة، وباقي رفاقه يدورون في فلكه.
(الأخبار)