بين انطلاق الفترة التحضيرية لفرق الدوري اللبناني لكرة القدم وبداية الموسم الذي أصبح على الأبواب، تسارعت الأمور والأحداث في ظل الاستعدادات وخوض كأس الاتحاد التي وصل إلى مباراتها النهائية فريقا العهد والأهلي النبطية، وهي ستقام عند الخامسة بعد الظهر على ملعب الصفاء.بالتأكيد هذه المباراة ستحظى بترقبٍ الى حدٍّ ما ولو أن الترشيحات تصبّ منطقياً في مصلحة بطل لبنان أمام فريقٍ صعد حديثاً من الدرجة الثانية، لكنه استحق التواجد في النهائي بفعل اجتهاده وطموحه اللذين قد يصعّبان الأمور على الكثير من الخصوم.
الأهلي كان قد عمل بنشاط على ملف تعاقداته بالشقين المحلي والأجنبي، بينما ليس هناك ما يقلق العهد الذي يعجّ بالنجوم لا بل إنه يعيش تخمة لاعبين تجعل منه من دون شك مرشحاً طبيعياً لأي بطولة يدخل في منافساتها.
بطبيعة الحال، تسير الأمور بشكلٍ إيجابي عامةً في ما خصّ بطولة الدوري، ما يجعل الأمور المقلقة غير حاضرة، وخصوصاً وسط تضافر الجهود لتأمين ملاعب بأرضية عشب طبيعي، حيث سيكون ملعب طرابلس حاضراً في مباريات الجولة الأولى مع لقاءٍ قوي بين النجمة والصفاء. كما أن هذا الملعب بالتحديد سيتمّ العمل على مشروع إضاءته بحسب ما هو مخطّط ما يجعله خياراً لإقامة مبارياتٍ في وقتٍ متأخر خلال فصل الشتاء. هذا ولا يزال الحديث عن تأهيل أحد ملاعب بيروت قائماً ولو بزخمٍ أقل، بينما يبدو الذهاب نحو صيدا خياراً متاحاً دائماً ومريحاً للعديد من الفرق، وأيضاً للنقل التلفزيوني، وللكاميرات التي ستنقل الصورة الخاصة بمراجعة الحالات التحكيمية المثيرة للجدل ابتداءً من إحدى مراحل السداسية بعدما وصلت المعدات لتأمين الآلية المناسبة إلى بيروت، علماً أنه ليس بالضرورة أن تكون المباراة منقولة تلفزيونياً لاعتماد هذه الآلية.
وبالحديث عن المنافسة لا يخفى أن دائرتها قد تتسع، حيث سيكون العهد أمام خصومٍ جائعين لإنزاله عن العرش، وعلى رأسهم الأنصار الذي يبدّد قلق جمهوره تدريجياً من خلال ردة فعله على أي تعثر تماماً مثلما فعل إثر سقوطه أمام الراسينغ في كأس الاتحاد حيث ذهب إلى تعزيز صفوفه بمهاجم النجمة السابق علي علاء الدين. الصفوف الأنصارية لم تكتمل حتى هذه اللحظة، لكن العمل لا يزال ناشطاً لضمّ أجنبي رابع بحسب ما أفادت به مصادر خاصة لـ«الأخبار» يُتوقّع أن يكون قادراً على اللعب في أكثر من مركزٍ هجومي انطلاقاً من الجناح الأيمن.
تفاؤلٌ كبير بموسمٍ أفضل وسط الأجواء الإيجابية المحيطة بغالبية الأندية


لا قلق على الأنصار بالتأكيد، وهو الذي يضم خيرة اللاعبين المحليين ورأس حربة مرعباً مثل السنغالي الحاج مالك تالك. لكن القلق حضر في أروقة النجمة إثر سقوطه أمام العهد (1-3) في نصف نهائي كأس الاتحاد، ما خلق موجةً سلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبة الجمهور بأجانب أفضل لكي يكون الفريق قادراً على المنافسة في الموسم الجديد.
بالتأكيد سيكون النجمة منافساً، إذ كما العهد والأنصار لديه مجموعة من المحليين المميزين، لذا قد يكون الحُكم باكراً على مستوى الفريق، وخصوصاً أن الإدارة تعمل بشكلٍ حثيث منذ الموسم الماضي لتطوير التشكيلة، وهي بالتنسيق مع المدرب البرتغالي باولو مينيزيس قرأت جيّداً ما مرّ به الفريق أخيراً، وتوقفت بلا شك عند بعض الملاحظات التي تبدو طبيعية في هذه المرحلة الإعدادية.
مرحلةٌ عرف فيها البرج أيضاً النواقص في تشكيلته وغالبيتها دفاعية، إذ إن الفريق رسا على المهاجم السنغالي ديدييه كامارا الذي أظهر تميّزاً خلال فترة التجربة، لكنه ينوي الآن إيجاد الإضافة الأجنبية من خلال من يمكنه شغل مركزي الدفاع والارتكاز، وذلك لسببٍ بسيط أن الفريق سيبدأ الموسم من دون قلب الدفاع محمد الحسيني الذي يعاني من إصابة ليست ببسيطة، بينما لا يزال قلب الدفاع الآخر السوري أحمد الصالح غير قادرٍ على التدرّب كونه يعاني من تمزّقٍ عضلي.
لذا فإن القلق الحاضر عند الجمهور البرجي قد يبدو منطقياً، لكن معلومات «الأخبار» تشير إلى أن الإدارة البرجية التي بدأت موسم الانتقالات بمفاجآت مختلفة أبرزها التعاقد مع أحد نجوم الأنصار التونسي حسام اللواتي، قد تعيد لاعباً أجنبياً قدّم مستوى عالياً خلال لعبه في لبنان سابقاً لكي يكون دعامةً إضافية للفريق الذي أظهر نواياه بدخول دائرة المنافسة على اللقب من خلال الأسماء التي عمل على ضمّها أو حتى حاول التعاقد معها.