الألمان يكتسحون اليونانيين. هذا هو العنوان الذي يليق بمباراة المانيا واليونان في ربع نهائي كأس أوروبا أمس. ليست الأهداف الأربعة التي دك بها الألمان مرمى ميخائيل سيفاكيس مقابل هدفين هي التي تستدعي وجود هذا العنوان، فما قدمه أبناء يواكيم لوف على أرض الميدان أمس هو الأهم. 66 % سيطرة على الكرة، 22 تسديدة باتجاه المرمى و10 ركلات ركنية. بالأمس شاهدنا فريقاً واحداً على أرض الميدان. فريقاً يرتدي لاعبوه القمصان البيضاء. لاعبون لا يكلون ولا يملون من الجري طوال الـ 90 دقيقة. لاعبون يحفظون بعضهم بعضاً عن ظهر قلب. يعرفون متى يهاجمون وكيف يهاجمون.
أين يتواجدون ومتى يسددون. كل ذلك وعلى دكة البدلاء ثمة مدرب ترفع له القبعة. مدرب عرف كيف يشحن لاعبيه بالطاقة اللازمة. بالأمس، يواكيم لوف أراد أن يفاجئ عشاق منتخبه قبل الخصوم. هكذا، وبضربة واحدة محا 3 لاعبين مؤثرين من التشكيلة، واستبدلهم بآخرين. أين لوكاس بودولسكي وتوماس مولر وماريو غوميز؟ لا شك تساءل الجميع امس. الجواب كان في حوزة لوف وحده: انظروا ماذا سيفعل اندريه شورله وماركو رويس وميروسلاف كلوزه. تحركات خطيرة من الاول ومواكبة هجومية فعالة من الثاني أثمرت هدفاً بتسديدة صاروخية (74)، أما الثالث، أي كلوزه، فتلك حكاية أخرى: تحركات بكرة ومن دون كرة على مستوى عال، إجادة عالية لتبادل الكرات مع المنطلقين من الخلف وكيفية جذب المدافعين اليه لترك الفراغات لزملائه، لكن هل هذا كله يكفي؟ بالطبع لا. لا بد من بصمة واضحة في اللقاء: هدف رأسي في الدقيقة 68.
أين مسعود اوزيل؟ اوزيل أمس كان كل شيء. من عنده تبنى الهجمات ومن خلاله تصنع الكرات الحاسمة، وعبر فنياته تطلق الجماهير الآهات. مذهل ما قدمه اوزيل أمس، لم يتعب هذا الشاب من كثرة الجري. كان كلمة السر في الانتصار الرباعي. فيليب لام وسامي خضيرة لم يقلّا شأناً في التشكيلة الألمانية. المواكبة الهجومية التي اعتدناها من الاول أثمرت أخيراً هدفاً على طريقته الخاصة. هل تذكرون هدفه الرائع من تسديدة من خارج منطقة الجزاء امام كوستاريكا في مونديال 2006؟ بالأمس، لام أعاد الكرّة في الدقيقة 39، مفتتحاً النتيجة. أما الثاني، فكان قلب الفريق النابض في وسط الميدان، تدخلات ممتازة على اللاعبين اليونانيين، وتغطية اكثر امتيازاً ومساعدة هجومية اثمرت هدفاً من تسديدة رائعة (61).
ماذا عن اليونان؟ اليونان يمكن تلخيصها امس بدقيقتين: الدقيقة 55، هدف من استرخاء للاعبي الـ «مانشافت» سجله يورغوس ساماراس، و89 هدف ثان من ركلة جزاء ترجمها ديميتريس سالبينغيديس (89)، أما باقي ما فعلته اليونان، فكان الجري وراء لاعبي المانيا والدفاع الممل.
ألمانيا 4 واليونان 2 إذاً. انتهت القصة اليونانية. لا مكان مع الألمان لتكرار مفاجآت 2004.
(الأخبار)