يعتبر نادي الانصار من أكثر الأندية في كرة القدم تطوراً من الناحية الفنية، وقد أعدّ بطل كأس لبنان العدّة لهذا الموسم خصوصاً ان المنافسة ستتوسع من البطولتين المحليتين الدوري والكأس الى القارية في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. وأول الغيث كان لقب الكأس السوبر الذي أحرزه الفريق بتفاني لاعبيه على حساب الصفاء في دليل لكل عناصره الملتزمين بالنادي، لكن هؤلاء أطلقوا الآن الصرخة داعين الى تسديد المستحقات.
وما جرى امس كان واضحاً، فقد رفض اللاعبون التمرين وصارحوا المدرب جمال طه بالأمر بحضور مدير النادي بلال فراج الذي رفض التعليق على ما جرى، والجواب عينه كان من طه. وما حصل هو ان اللاعبين تحدثوا مع طه وصارحوه بالامر قائلين انهم سيرفضون الحضور الى التمارين حتى قبض الرواتب بالإضافة الى المكافآت الموعودين بها منذ مدة طويلة، وكان جواب طه على ذلك: «ليس بمقدوري فعل اي شيء. من حقكم الاعتراض». وأفاد مصدر مقرّب من النادي بأن اللاعبين سيلتزمون منازلهم حتى تتصل بهم إدارة النادي وتقول لهم حرفياً: «تعالوا لقبض مستحقاتكم»، وقد نفى عدد من اللاعبين أنهم قبضوا مكافأة الكأس السوبر التي قيل إنها ألفا دولار.
ويأتي «إضراب» اللاعبين عشية انطلاق بطولة الدوري العام حيث سيحل الأنصار ضيفاً على طرابلس، ويعتبر النادي الأخضر أحد أبرز المنافسين على اللقب، لكن هذا الأمر قد يبدد الحلم الأنصاري باللقب الرابع عشر في تاريخه والأول منذ موسم 2006-2007. وكان أمين سر النادي وضاح الصادق قد أعلن في حلقة تلفزيونية ان الادارة سددت جزءاً كبيراً من المستحقات والمكافآت للاعبيها، وهذا يتناقض مع ما جرى أمس. ورأى الصادق، المتواجد خارج لبنان، في اتصال مع «الأخبار» ان هناك «قطبة مخفية» في القضية، وأكد ان الفريق قبض المكافأة وراتب شهر تموز إضافة الى أن راتب شهر حزيران بانتظار الصرف، وجرى التأخير في شهر آب والذي سيتقاضاه اللاعبون قبل راتب شهر أيلول وبعدها تكون الامور منتظمة، كاشفاً ان النادي لا يعاني من أزمة مالية نهائياً إنما هناك أزمة في توقيت المال، وأضاف: «كل من يقول انه لم يتقاض المكافأة هو كاذب ونحن الفريق الوحيد في لبنان الذي يدفع للاعبيه 12 شهراً والأمر غير عادي ولا بد من المعالجة». واشار الصادق الى ان المعالجة ستتم بأسرع ما يمكن ولا بد ان تتكشف كل القطب التي تعبث باستقرار الأنصار ومن وراءها، وسيجتمع الصادق اليوم مع رئيس النادي كريم دياب للبحث في كافة التفاصيل.