هي لعنة مانشستر يونايتد. قد يكون غريباً وصف خروج مانشستر سيتي من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بهذه الكلمات. لكن العودة الى التاريخ تذكّرنا بأن هذه اللعنة نزلت سابقاً على بطلٍ آخر للدوري الإنكليزي الممتاز سبق أن خطف اللقب من «الشياطين الحمر» في المرحلة الأخيرة. وهنا الكلام عن بلاكبيرن روفرز الذي احتفل بلقب الـ«برميير ليغ» عام 1995 على حساب يونايتد، رغم خسارته في المرحلة الأخيرة أمام ليفربول بهدف جايمي ريدناب، لكن فشل فريق «السير» أليكس فيرغيسون في التغلب على وست هام يونايتد نقل اللقب الى «إيوود بارك»، حيث ذهب الى الهداف الشهير ألن شيرر ورفاقه.
إلا أن موسم 1995-1996 كان شبيهاً الى حدّ ما بما حصل مع مانشستر سيتي بالنسبة الى بلاكبيرن روفرز، اذ حلّ الفريق في المركز الأخير في مجموعة كان يفترض أن يخرج منها متصدراً، وقد ضمّت وقتذاك سبارتاك موسكو الروسي وليجيا وارسو البولوني وروزنبورغ النروجي. لكن الفارق أن بلاكبيرن حصل على أربع نقاط، مقابل صفر لسيتي. والحقيقة أن ما كان ينتظر من مانشستر سيتي الفائز أيضاً باللقب المحلي على حساب يونايتد في المرحلة الأخيرة الموسم الماضي، انتظره كثيرون أيضاً من بلاكبيرن قبل 17 عاماً، إذ إن الفريق ضمّ إضافة الى شيرر أسماء مهمة، منها الحارس تيم فلاورز وتيم شيروود وغرايم لو سو وديفيد باتي وصخرتي الدفاع الاسكوتلندي كولن هندري والنروجي هينينغ بيرغ. أما النتيجة فكانت أسوأ من المتوقع استناداً الى المجموعة التي وقع فيها بطل انكلترا عامذاك، ومقارنة بالمجموعة التي لعب فيها البطل الحالي. لكن لا يمكن إسقاط أن سيتي حقق النتيجة الأسوأ لعدم حصده أي انتصار، ولأنه يملك كوكبة من اللاعبين العالميين الذين يفترض أن يضعوا الفريق في موقف المنافس القوي على اللقب القاري. أضف الى هذا الأمر أن غالبية هؤلاء اللاعبين يملكون خبرة اللعب في دوري الأبطال، لا بل إنه كان من المفترض أن يتسلّحوا بدافعٍ أكبر للتأهل الى دور الـ 16 لكونهم لقوا الخروج عينه في الموسم الماضي. فإذا كان نقص الخبرة سبباً أساسياً في خروج بلاكبيرن روفرز من دوري الأبطال بعد إحرازه اللقب مباشرة (انتظر 81 عاماً للفوز به)، فإنه لا شيء يبرّر المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني ورجاله الذين سقطوا بسيكولوجياً أمام ريال مدريد الإسباني وعرفوا الضياع في مواجهة بوروسيا دورتموند الألماني، ثم وقعوا في مطبّ تكتيكي أمام أياكس أمستردام الهولندي الذي كان من المفترض أن يشكّل نزهة بالنسبة إليهم.
فعلاً هي لعنة مانشستر يونايتد التي تلاحق «سارقي» اللقب المحلي من «الشياطين الحمر»، وقد كانت أقسى هذه المرة على الجار الذي يكرهه جمهور «أولد ترافورد»، والذي لا شك في أنه بدأ بالتهكّم عليه لأنه أصبح الأسوأ تاريخياً، وهي حقيقة لن يستطيع مانشيني الهروب منها بعد الآن، ولن يسكت عنها مالكو النادي الإماراتيون الذين لا يخفى أنهم بدأوا يفكرون ببديلٍ للمدرب الإيطالي. بديلٌ يفترض أن يكون على حجم الثورة التي أحدثها مانشستر سيتي في الكرة الإنكليزية بعد 44 عاماً على آخر ألقابه. إلا أن هذه الثورة مهددة بالانطفاء، والسبب أن المشروع لن يكون مكتملاً دون إصابة النجاح على المستوى القاري.



من سيّئ إلى أسوأ

رأى روبرتو مانشيني أن فريقه وضع نفسه في موقف صعب عندما مني بهزائم مبكرة في بداية مشواره في دوري الأبطال، وهو قال إن الأداء «كان أفضل الموسم الماضي، بينما هذه السنة كانت مجموعتنا أصعب. وعندما تقترف أخطاء في أول مباراتين أو ثلاث لك، فمن الصعب عليك أن تعوّض هذه الأخطاء». وأضاف: «أردنا التأهل الى «يوروبا ليغ»، لكن الأمور كانت صعبة».