فجّر نادي العهد قبل 10 أيام قنبلة كانت متوقعة لكنها رغم ذلك جاءت مدوّية مع القرارات التي أصدرتها إدارته في ما يتعلّق بموضوع المراهنات وتورّط بعض لاعبيه فيه. وجاءت القرارات لـ«تنفخ» في نيران الكلام المستعر حول الموضوع الذي بدا كأنه يلامس خطوطاً حمراً، خصوصاً على صعيد المنتخب اللبناني.
مؤشرات ذلك كلام يطال مدرب منتخب لبنان ثيو بوكير، وتحديداً على لسان أمين سر نادي الصفاء هيثم شعبان، الذي رأى أن مدرب المنتخب يتحمل مسؤولية في ما يحصل، لكونه قريباً من لاعبيه ويفترض أن يكون على علم بما يقومون به، خصوصاً أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن يقوم بها لاعب واحد. وطالب شعبان في مداخلة تلفزيونية بتدخل القضاء العسكري في الموضوع، وهو يبدو محقاً في هذه النقطة نظراً إلى حساسية القضية واعتبارها في خانة الخيانة الوطنية. لكن في موضوع المدرب بوكير فقد يكون شعبان قد ذهب بعيداً عن المنطق بعض الشيء. فبوكير قد يكون آخر المعنيين في هذه القضية، وهو يهمه جداً أن يحمل لقب المدرب الذي قاد لبنان (هذا البلد المتواضع كروياً) الى كأس العالم. ولا شك في أن قضية التلاعب في المنتخب أثّرت على رصيد لبنان من النقاط، فهو يملك حالياً 4 نقاط كان من الممكن أن تكون عشرة لولا هذه الآفة التي ضربت المنتخب اللبناني. وبالتالي كان يمكن لبنان أن يكون متصدراً لمجموعته لو تركت الأمور للملاعب بدلاً من تسوية بعض النتائج في الغرف المغلقة، كما تشير معلومات مؤكّدة لـ«الأخبار» وجرت مقاطعتها مع أكثر من مصدر. وعليه، فإن بوكير ليس معنياً بالموضوع، خصوصاً أن إنجاز قيادة منتخب لبنان الى الكأس العالم لا يضاهيه إنجاز، وبوكير لا يمكن لأي سبب أن يحرمه من هذا الإنجاز لو كان عالماً بباطن الأمور.
خط أحمر جرى ملامسته أيضاً في هذه الموضوع وهو قائد المنتخب رضا عنتر، مع ما يشكله من رمزية وما له من بصمات على إنجاز المنتخب. فعنتر أيضاً فوق مستوى الشبهات كما عدد كبير من لاعبي المنتخب، وفق ما تشير اليه المعلومات، وبالتالي لا يمكن زج اسمه في هذه القضية، إذ يؤكّد أكثر من مصدر اتحادي وغير اتحادي أن رضا لا يمكن أن يبيع وطنه وهو ليس بحاجة أصلاً من الناحية المادية، إذا كان البعض يريد أن يذهب في شكوكه الى النهاية. أضف الى ذلك أن مشاركة عنتر في بطولة غرب آسيا جاءت بعد تمنًّ من الجهاز الفني، إذا لم نقل أكثر من ذلك، كي لا يقال إن المسؤولين في المنتخب توسلوا اليه كي يكون حاضراً في الكويت.
وعليه، فإن موضوع المراهنات بدأ يقترب من الضرب «تحت الحزام» ويتطلب معالجة سريعة من دون تسرّع كي تتم المحافظة على ما تبقى من صورة كرة القدم اللبنانية.