الدوحة ــ خلال 13 يوماً من منافسات الدور الأول لبطولة أمم آسيا، كشفت حقائق وبرزت مواهب وسقطت أقنعة وسط صرخات بضرورة الحساب والعقاب. دوحة قطر فازت بكل مبارياتها التنظيمية والضيافة والإعلام، وشهدت ملاعبها حشوداً من جماهير المنتخبات المشاركة وخصوصاً القطرية والسورية والعراقية والهندية أكثر ما يتوقع. وفرزت النتائج مفاجآت متنوعة، وشهدت سقطات متناقضة بين الكلام والفعل لمسؤولين عن منتخبات عريقة سقطت، وفضحت سلبيات التحضير الواجب أولاً لخوض بطولة قارية كهذه وبين تجميع الأسماء والاتكال على...!! ما أثار موجة من الحزن والعزل والتغيير وكسر الصمت.

فنيّاً: تأهلت منتخبات أوزبكستان وقطر، اليابان والأردن، كوريا الجنوبية وأوستراليا، إيران والعراق. تأهل منطقي في غالبيته، مقابل سقوط مدوّ للمنتخبين العربيين السعودي العريق (حامل اللقب ثلاث مرات) والكويتي (بطل الخليج وغرب آسيا)، وغياب الإماراتي صاحب المواهب.
منتخبا الأردن وسوريا قدّما مفاجأة سعيدة في الأداء والنتائج. الأردني تألّق متوّجاً ببصمة انضباط وتكتيك لمدربه العراقي عدنان حمد، والسوري بتفوّق على الذات، رغم واقعه غير المستقر، يغفر لأخطاء شخصية حاسمة في الملعب أخرجته ولكن... بعلامة تقدير.
السعودي: كان موجوداً بالاسم، وغائباً بكل شيء آخر، فسقط في ثلاث هزائم، أمام السوري والأردني بقيادة البرتغالي بيسيرو وختمها بخماسية أمام الياباني (بقيادة المدرب الوطني ناصر الجوهر) ما حمل أصواتاً جريئة على القول «خلّصونا من الفوضى والوجوه التقليدية التي تقود اللعبة للانحدار منذ سنوات»، ولخّصها النجم السعودي سامي الجابر بنقد مباشر «هذه اللعبة للاعبين أصحاب الخبرة وليست لأصحاب البرامج العلمية الكلامية التي لم نشهد منها شيئاً».
وعلى هذا، كانت قرارات العزل والتغيير في قيادات ليفتح سجل الترميم في هيكل الكرة السعودية التي فقدت بريقها وسمعتها.
ويبقى السؤال: أما آن أن ينتهي فيلم « إقالة المدربين» لتغطية فشل المسؤولين؟
الكويتي: خرج بثلاث خسارات، مع هدف واحد فقط، وكان تصريح رئيس الاتحاد «لم نتمكن من إعداد منتخبنا جيداً لدخول آسيا».
مجرد اعتراف كلامي صريح ينتهي بـ«قدّر الله وما شاء فعل»! ولا ندري ماذا سيُفعل لاحقاً.
الأردني: حافظ على صورته وانضباطه بقيادة مدرب عربي أكد جدارته وتفوّق على كثيرين، مع الأمل أن لا يضربه سوء الحظ أمام الياباني القوي مع إصابة نجميه المدافع حاتم عقل والمهاجم الخطير عديّ صيفي.
العراقي: طور صورته تدريجاً، فبعد خسارة أمام الايراني فاز على الإماراتي بهدف ثم على كوريا الشمالية في مستوى متصاعد، يؤهله للتقدم أكثر كحامل للقب.
وفي لمحات أخرى، كان منتخب إيران المتجدد هو الأقل كلاماً والأكثر نتاجاً واحتراماً لذاته وللآخرين. وخرج البحريني مظلوماً لإصابات بعض نجومه، وغاب الإماراتي عن المنافسة ولم يكن على صورته ومثاله.
وهكذا، بعد يوم استراحة، تعود إلى دوحة قطر وملاعبها، اليوم، حرارة المنافسات للدور ربع النهائي، لتشهد مزيداً من توافد وسائل الإعلام الآسيوية، وبعض الأوروبية المهتمة، مع كشافين حضروا لقطف لاعبين بارزين لضمهم احترافياً.
وما توافق عليه الجميع هو نجاح التنظيم الباهر لهذه الدورة التي تمثل «بروفة» قارية تشير إلى إمكانية نجاح في الحدث العالمي الأكبر البعيد مونديال 2022.



قطر والأردن أمام مواجهتين

تتابع ثمانية منتخبات مشوارها في بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم الـ 15، في قطر حتى 29 الجاري، عبر الدور ربع النهائي الذي ينطلق اليوم.
ويتمتع المنتخب القطري في مواجهة الياباني على ملعب الغرافة (الساعة 15:25 بتوقيت بيروت)، بعوامل الأرض والجمهور والحماسة، التي تجلّت أمام الكويتي أخيراً.
ويغيب عن القطري المدافع محمد كاسولا الموقوف وحسين ياسر المستبعد. وبدا المدرب الفرنسي للعنابي برونو ميتسو طموحاً للذهاب بعيداً.
وسيفتقد المدرب زاكيروني جهود المدافع يوشيدا الموقوف، لكنه يعتمد على قوة خط الوسط بقيادة المحرك ياسوهيتو إندو والهداف الخطير كيسوكي هوندا والقائد ماكوتو هاسيبي.
وسيكون منتخب الأردن أمام مواجهة صعبة ضد منتخب أوزبكستان القوي، على ستاد خليفة الدولي (الساعة 18:25) لبلوغ المربع الذهبي لأول مرة في تاريخه، بعدما بلغ دور الثمانية في مشاركته الآسيوية الوحيدة عام 2004.
وسيفتقد الأردني جهود المدافع باسم فتحي الموقوف والمدافع حاتم عقل والمهاجم عدي الصيفي بسبب الإصابة.