كان موقف جماهير ريال مدريد الإسباني خلال المباراة أمام توتنهام هوتسبر الإنكليزي في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، فريداً، إذ بينما كانت المباراة تسير عادية في ملعب «وايت هارت لاين» كانت جماهير الملكي تحتفل، وعندما استفسر الإنكليز عما يجري قيل لهم إن جماهير «الميرينغيز» تبتهج لتسجيل «أسطورتها» السابق راوول غونزاليس بلانكو هدفاً أمام إنتر ميلانو الإيطالي في الدور ذاته من المسابقة، على بعد آلاف الكيلومترات، وتحديداً في ملعب «غيلسنكيرشن» في ألمانيا. هذا ما جناه راوول خلال مسيرته المظفرة، إذ فضلاً عن أرقامه القياسية العديدة، فإنه كسب محبة الجماهير، كل الجماهير في إسبانيا وخارجها. يجبرك هذا اللاعب ذو الـ 34 عاماً على أن تحترم وجوده على أرض الملعب، إذ بعيداً عن إبداعه اللّامحدود فإنه يتمتع بدماثة أخلاق قلّ نظيرها.
ورغم أن الجميع توقّع أن ينطفئ نجم راوول بعد رحيله عن القلعة البيضاء، استطاع إسكاتهم بمستوى رائع وخيالي في صفوف شالكه، فقاد الأخير حتى الآن الى بلوغ الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي الملكي الأزرق.
هذا الإبداع دفع قبل يومين «القيصر» فرانتس بكنباور الى امتداح راوول في حديثه لمجلة «كيكر» الرياضية الألمانية، قائلاً: «راوول استثنائي. كل الأندية بحاجة الى لاعب مثله. إنه في كامل لياقته ويعمل لمصلحة المجموعة. بالنسبة إلي، يجب على شالكه أن يتعاقد معه لعام إضافي، إنني أقولها بصراحة: البوندسليغا بحاجة إلى
راوول».
بكنباور لم يكن الوحيد من وجّه إطراءً إلى راوول، بل إن مدرب بوروسيا دورتموند يورغن كلوب حذا حذوه بقوله: «إنه لاعب حساس. لا أعرف لاعباً في العالم لا يقول إن راوول لاعب كبير».
الإطراء لراوول لم يكن محصوراً في ألمانيا، بل إن الكثير من الصحف الأوروبية والعالمية أشادت به بعد الأداء الرائع أمام انتر ميلانو، وأكثر من ذلك فإنه لقي إشادة المدير الرياضي في ريال مدريد، خورخي فالدانو، الذي قال: «هذا الموسم راوول قبِل تحدياً جديداً وهو يؤدي سنة استثنائية، لقد عوّدنا هذا الأداء الرائع»، وتابع «بقي لنا أن نرفع القبّعة لكل ما قدّمه إلى ريال مدريد، وإلى إسبانيا على نحو خاص، وإلى كرة القدم على نحو عام».
راوول من جهته يبدو مسروراً بوجوده في شالكه، حيث يرحب بالبقاء معه موسماً إضافياً، وهو يقول في هذا الصدد: «أستمتع مجدداً، وعندما أستيقظ صباحاً أشعر بفرح الأولاد لدى توجهي إلى خوض التمارين. أشعر كأنني في العاشرة أو الخامسة عشرة من عمري. سأتوقف عن اللعب عندما لا أعود أشعر بحماسة الأولاد عندما يلمسون الكرة».
الأكيد أن شالكه كان محظوظاً بضم راوول، والأكيد أيضاً أن راوول قدّم معه هذا الموسم أداءً أقل ما يقال في إنه خيالي، والدليل على ذلك هدفه أمام انتر في إياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، وهو يبدو ماضياً في تحديه، والهدف المقبل إقصاء مانشستر يونايتد الإنكليزي في نصف النهائي بقوله: «لا شيء مستحيلاً في كرة
القدم».



راوول رمز في غيلسنكيرشن

يعبّر جميع لاعبي شالكه عن حبّهم وافتخارهم بوجودهم مع لاعب بحجم راوول، هكذا فقد لقي الأخير إشادة من زميله الألماني المدافع كريستوف ميتسلدر، الذي قال: «لقد أصبح راوول رمزاً في غيلسنكيرشن، إنه ملك أوروبا»، كما وصفه زميله البرازيلي إيدو بـ«الرائع».