بعدما استمتعنا بفنياته العالية وسحره في الملاعب خلال حوالى عشر سنوات، ها هو النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان يعود الى الواجهة مجدداً، رغم أنه لم يغب كثيراً بإطلالاته التلفزيونية على قناة «كانال بلوس» الفرنسية. هكذا، فقد رأينا «زيزو» على المنصات مرافقاً لريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، كما أنه شغل منصب مستشار رئيس الملكي فلورنتينو بيريز، والمطلعون عن كثب على أمور النادي أيقنوا أن عودة زيدان الى النادي الذي لمع فيه في نهاية مسيرته لا تتوقف عند دور محدود يشغله هذا الفرنسي، بل إن هذه العودة في نظرهم كانت لمشروع أكبر وبعيد المدى يضطلع فيه «زيزو» بدور مركزي في نادي العاصمة الإسبانية.
من هذا المنطلق، كان إبعاد بيريز لشخص بقوة خورخي فالدانو من منصب المدير الرياضي، وبطلب خاص من البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي ضاق ذرعاً بالأخير، مؤشراً واضحاً إلى أن ثمة ما يطبخ على نار هادئة في قلعة «سانتياغو بيرنابيو»، وسريعاً خرجت كبرى الصحف المدريدية، وعلى رأسها «ماركا» و«آس»، لتتنبأ بأن «زيزو» سيخلف فالدانو في مركزه نظراً إلى العلاقة الممتازة التي تربط الفرنسي بمورينيو.
كما أن أموراً أخرى رجحت إمكان حدوث هذا الأمر، وهي خروج مدير الرياضة في «كانال بلوس»، سيريل لينيت، بتصريح يرى فيه أن العلاقة بين زيدان والقناة التي كان يحلل لها مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا مقابل نصف مليون يورو سنوياً تتجه الى نهايتها بسبب ارتباطات «زيزو» المستقبلية مع ريال مدريد، بقوله: «لقد فهمت أن زين الدين زيدان يتجه لأن يصبح له حجم أكبر في ريال مدريد. وإذا لم يتمكّن من منحنا الوقت الكافي لبرامجنا، ولم يتمتع باستقلالية في تحليلاته، فإننا سنفترق».
بدوره، لم يُخفِ زيدان في تصريحاته خلال الأيام القريبة الماضية سروره بأن يكون مجدداً في ريال مدريد، آملاً البقاء معه سنوات عدة. لذا، فإن كل هذه الأجواء باتت تؤكد أن زيدان سيكون له شأن في الإدارة الفنية للنادي، وحتى إن لم تصدق التوقعات بأنه سيكون خليفة لفالدانو، فإن زيدان أصبح في مكان يخوّله اختيار المدير الرياضي المقبل، أو على الأقل الإدلاء برأيه في هذا الموضوع، وهذا ما يؤكده تصريح نجم ريال مدريد السابق البرتغالي لويس فيغو بعد المباراة الودية بين قدامى ريال مدريد وبايرن ميونيخ الألماني قبل أيام، الذي قال فيه إنه لم يتلق اتصالاً من زيدان للعودة الى ريال مدريد للعمل مديراً رياضياً، غير أنه لم يقفل الباب على الموضوع، قائلاً: «زين الدين زيدان لم يعرض عليّ العودة إلى ريال مدريد لذلك لا يمكنني قبول أو رفض أي شيء. في الوقت الحالي، أنا سعيد جداً في إنتر ميلانو، لكن لا أحد يعلم ما سيحدث في المستقبل».
ومهما يكن من أمر، فإن الأيام القليلة المقبلة ستكشف لنا حقيقة ما يدور في أروقة ريال مدريد، لكن سير الأمور في القلعة البيضاء بات يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أفضل لاعبي العالم سابقاً بات له شأنه في ريال مدريد، في ظل وجود مورينيو وبمباركة بيريز، وهذا ما سيفتح المجال أمام أفق جديد سيعيشه لاعبو النادي الملكي بوجود رمز بينهم يتنقّل بين الفينة والأخرى في أرجاء «سانتياغو بيرنابيو»، ويضطلع بأمورهم ويرشدهم الى كيفية الوصول إلى القمة.