كان يوم 25 تشرين الأول 1987 يوماً تاريخياً في يوغوسلافيا. منتخب الشباب يتوّج بكأس العالم في تشيلي على حساب ألمانيا الغربية (فاز 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1). إنجاز لم يكن يتوقعه أحد في تلك البلاد الشاسعة، إذ حتى اتحاد كرة القدم لم يخفِ عامذاك أنه أرسل منتخبه الى أميركا الجنوبية لكي لا يلقى عقوبات من «الفيفا» في حال عدم مشاركته. كل الظروف كانت تشير الى أن الخيبة ستكون بانتظار اليوغوسلافيين في تشيلي، إذ إن الكابتن الكسندر ديورديفيتش أوقف أربع مباريات دولية قبل البطولة، بينما غاب سينيسا ميهايلوفيتش صاحب الركلات الحرة الشهيرة، والهداف ألن بوكسيتش ولاعب الوسط المميز فلاديمير يوغوفيتش، ومعهم مدرب كرواتيا حالياً سلافن بيليتش. ومن عند بيليتش تبدأ القصة، إذ قيل وقتذاك إنه أصيب في كاحله، لكن الحقيقة أن والده المنادي باستقلال كرواتيا منعه من تمثيل يوغوسلافيا، وقد ثبَت هذا الأمر لاحقاً، إذ لم يرتدِ المدافع القوي القميص الأزرق في وقت لاحق.إذاً، الحساسية كانت كبيرة، لكن المنتخب الشاب احتفل على مدار يومين بحسب ما يحكى «في ظل أجواء عائلية». منتخب كان يحوي خليطاً من النجوم اليوغوسلافيين والكروات، أمثال دراغوي ليكوفيتش وبرانكو برنوفيتش وبردراغ مياتوفيتش (يوغوسلافيا)، وروبرت يارني وإيغور ستيماتش وزفونيمير بوبان، وروبرت بروزينسكي، ودافور سوكر (كرواتيا). منتخب كان يُتوقّع له مستقبل باهر، ورجحه كثيرون لتحقيق أفضل من نتيجتي منتخبي 1930 و1962 اللذين حلا في المركز الرابع في كأس العالم، وحتى أفضل من منتخبي 1960 و1968 وصيفي بطولة أوروبا. ترجيحات ربما كانت في محلّها استناداً الى تأليف الكروات مثلاً منتخباً قوياً في منتصف التسعينيات كان أساسه هؤلاء النجوم الذين أحرزوا المركز الثالث في مونديال 1998، بعدما صعقوا ألمانيا بثلاثية نظيفة في الدور ربع النهائي، ثم خرجوا امام فرنسا في نصف النهائي، بينما ذهب سوكر ومياتوفيتش الى ريال مدريد الإسباني لتكوين ثنائي هجومي رهيب، بعدما افترقا دولياً، حيث ارتدى الأول قميص بلاده الأم كرواتيا، وحمل الثاني ألوان يوغوسلافيا ثم صربيا ومونتنيغرو قبل انفصال الأخيرتين أيضاً.
كل هذه الترجيحات سقطت في ليلة وضحاها، فالحرب بدأت وشرذمت المنتخبات التي قيل إن لاعبيها كانت لهم أفكارهم القومية أيضاً، وقد لعب معظمهم رغماً عنه بألوان يوغوسلافيا، لكي تسلَّط الأضواء عليه على الساحة الدولية، ويؤمن بطاقة عبور الى خارج البلقان، حيث سيحظى بظروف معيشية واجتماعية أفضل، ويلعب على مستوى مرموق. ولا شك في أن النصب الموجود خارج ملعب «ماكسيمير» في العاصمة الكرواتية زغرب يوضح ماهية الكره الذي كان موجوداً عند الأطراف المتنازعة في كرة القدم اليوغوسلافية، إذ كُتب عليه «تخليداً لذكرى مشجعي النادي الذين بدأوا الحرب مع صربيا في هذا الملعب». اشارة الى المعركة التي نشبت بين جمهوري دينامو زغرب الكرواتي والنجم الأحمر بلغراد الصربي في 10 ايار 1990، حيث أُوقفت المباراة بعد 10 دقائق على بدايتها، وهُرّب لاعبو النجم الاحمر بإحدى الطوافات، لا بل انهال بوبان بالضرب على شرطي تبيّن لاحقاً أنه بوسني فاتُّهم نجم ميلان الإيطالي لاحقاً بالتعصّب لعرقه، وبأن فعلته كانت أحد أسباب اشتعال الحرب، في الوقت الذي أعلنها الكروات حرباً، مدّعين أن الشرطة آزرت الصرب.

الحاضر الأليم

العودة الى الحاضر، بعدما رسمت منتخبات البلدان الستة خريطة يوغوسلافيا سابقاً التي برزت في كؤوس العالم وأوروبا والألعاب الأولمبية (ثلاث فضيات أعوام 1948 و1952 و1956، وذهبية 1960، وبرونزية 1984)، تترك فكرة أليمة عن واقع الكرة في غرب البلقان، بعد تراجع مستوى منتخباتها كثيراً، لكن في الحاضر أيضاً تُستعاد ذكريات وترجيحات الماضي، انطلاقاً من أن منتخبات البلدان الستة تحوي نجوماً اذا اجتمعوا تحت راية واحدة، وهذا أمر مستحيل طبعاً، فإنهم كانوا سيكوّنون منتخباً رهيباً، يمكنه مجاراة الإسبان والألمان والبرازيليين وغيرهم.
استعراض تشكيلة «يوغوسلافية» تدلّ على حقيقة الفرضية، اذ كان هناك «أزرق» مخيف لو لعب الحارس سمير هاندانوفيتش (سلوفينيا) مع المدافعين نميانيا فيديتش وبرانيسلاف ايفانوفيتش والكسندر كولاروف (صربيا) وستيفان سافيتش (مونتينيغرو)، ولاعبي الوسط ميلان كراسيتش (صربيا) ولوكا مودريتش (كرواتيا) وستيفان يوفيتيتش (مونتينيغرو) وغوران بانديف (مقدونيا)، على ان يقود الهجوم إدين دزيكو (البوسنة والهرسك) وميركو فوتيشينيتش (مونتينيغرو).



منتخب يوغوسلافيا المقسّم

رغم الاختلاط الذي كان حاصلاً في المنتخب اليوغوسلافي، أشارت أحداث عديدة مرات عدة الى أن البلدان الستة تمسّكت بلاعبيها خلال وجودهم مع «الأزرق». وفي حادثة شهيرة عقب مونديال 1954 كتبت إحدى الصحف الكرواتية أن صربيا تلقت هدفين نسبة الى أن الحارس كان صربياً، مشيرة إلى أن كرواتيا خرجت متعادلة مع صربيا، لأن هدفي يوغوسلافيا في هذا المونديال تقاسمهما لاعب صربي وآخر كرواتي!



برنامج تصفيات كأس أوروبا 2012 والمباريات الدولية الودية

ذهاب ملحق تصفيات كأس أوروبا 2012

- الجمعة:
البوسنة والهرسك - البرتغال (21.00)
تركيا - كرواتيا (21.05)
تشيكيا - مونتينيغرو (21.15)
استونيا - جمهورية ايرلندا (21.45)

المباريات الدولية الودية

الغابون – البرازيل 0-2
ساندرو (11) وهرنانيس (34).

- الجمعة:
جورجيا - مولدوفا (16.00)
بيلاروسيا - النيجر (17.00)
بوركينا فاسو - مالي (18.00)
المجر - ليشتنشتاين (19.00)
البانيا - أذربيجان (19.00)
الكاميرون - السودان (19.30)
قبرص - اسكوتلندا (20.00)
الدنمارك - السويد (20.00)
هولندا - سويسرا (21.30)
اليونان - روسيا (21.30)
بولونيا - ايطاليا (21.45)
بلجيكا - رومانيا (21.45)
اوكرانيا - المانيا (21.45)
فرنسا - الولايات المتحدة (22.00)
المغرب - أوغندا (22.30)

- السبت:
المكسيك - صربيا (04.00)
جنوب افريقيا - ساحل العاج (15.15)
ويلز - النروج (17.00)
الجزائر - تونس (19.00)
غانا - سييراليون (19.00)
انكلترا - اسبانيا (19.15).