«حينما بدأت العمل مع غوارديولا، كان عمري 29 عاماً، قال الجميع إن الوقت فات بالنسبة لي لكي أتطور معه، لكن ما حدث أنني تطورت كثيراً تحت قيادته». هذه كلمات النجم الهولندي آريين روبين لاعب بايرن ميونيخ، عن مدربه السابق، الإسباني بيب غوارديولا. تصريحات روبين لصحيفة «دايلي ميل»، لها أبعاد كثيرة، ولعلّ أبرز ما يمكن استنتاجه، هو أن النجم الهولندي غير مرتاح ولا يشعر بالاستقرار الفني مع المدرب الحالي للفريق، الكرواتي نيكو كوفاتش. البايرن هذه السنة، والسنة التي سبقتها، لم يعد «البعبع»، الذي يخيف الفرق الأوروبيّة، بل لم يعد يستطيع أن يتصدّر الترتيب العام في الدوري، ظاهرة لم تعتد عليها جماهير النادي «البافاري» في المواسم السابقة. يحتلّ البايرن المركز الثاني في الترتيب العام للدوري، خلف المتصدّر بوروسيا دورتموند، الذي بدوره استغلّ الهبوط المفاجئ في مستوى العملاق الألماني، ليقدّم بدوره موسماً مميزاً على الصعيدين الفردي والجماعي.
يعاني ليفربول من عدم ثبات في المستوى في الأسابيع الأخيرة

روبي، كان صريحاً، فأن يقول بأن غوارديولا هو أفضل مدرب في العالم، هذا يعني أن الرسالة ليست موجّهة لكوفاتس فقط، بل لإدارة النادي التي استغنت عن خدمات الـ«فيلسوف»، بعد ثلاثة مواسم، لم ينجح فيها بيب في تحقيق لقب دوري الأبطال. عندما يتعلّق الأمر بالفرق الخمسة الأقوى في أوروبا، أو إذا صح التعبير، الفرق التي تملك تاريخاً ولها اسم في بطولة دوري الأبطال والبطولات المحليّة (برشلونة، ريال مدريد، بايرن ميونيخ، يوفنتوس، ليفربول)، فإن عدم التمكّن من تحقيق لقب أعرق البطولات الأوروبيّة، يعتبر ضعفاً. لهذا السبب، يرى الجميع أن النادي الكتالوني برشلونة، لم يبلغ الدور نصف النهائي في آخر ثلاثة مواسم، الأمر الذي جعل من لقب دوري الأبطال، الهدف الأول في الموسم الحالي للـ«بلاوغرانا»، وهذا ما وعد ميسي الجماهير به بداية الموسم. وفي الحديث عن بيب وعن الـ«تشامبيونزليغ»، مرّ المدرب الذي توّج باللقب عينه مع برشلونة في أول موسم له، بعدّة ظروف جعلت منه يخسر ويخرج من الأدوار المتقدّمة، من بينها الإصابات. ما يمكن استنتاجه أيضاً من تصريح روبين، هو أن لديه علاقة مميزة مع المدرب الإسباني، حتى لو أنه لم يحقق دوري الأبطال تحت إشرافه، علماً بأنه حقق اللقب المنشود في 2013 تحت قيادة المدرب المخضرم يوب هاينكس، إلّا أنه لا يزال يرى بأن بيب هو الأفضل، وربّما هذا هو الواقع فعلاً. كلّ من برشلونة وبايرن ميونيخ اليوم، يفتقدان لمجهودات بيب الفكرية، ففي ظلّ وجود مدربَين ككوفاتش وأرنستو فالفيردي، لا يمكن سوى التحسّر على مدرب عظيم كبيب. بالنسبة لمباراة اليوم أمام ليفربول (22:00 بتوقيت بيروت)، المهمّة ستكون صعبة، نظراً لقوة الـ«ريدز» على أرضية ميدانه أنفيلد. الكفّة ستميل لفريق يورغن كلوب على الورق، بسبب الوضع المختلف والموسم الناجح حتى الآن لزملاء الفرعون المصري محمد صلاح.
النجم المصري، يتصدّر ترتيب هدّافي الدوري الإنكليزي، وربّما سيفي بوعده الذي قطعه لجماهير «الأنفيلد»، والذي يقتضي تحقيق جائزة هداف الدوري للموسم الثاني توالياً. إلّا أن صلاح هذا الموسم مختلف عن الموسم السابق، تماماً كما هو ليفربول، الذي اختلفت شخصيته مع بداية الموسم الحالي. في السنة التي مضت، كان صلاح ماكينة أهداف لا تتوقف، سجّل أبو صلاح 32 هدفاً بقميص الريدز في الـ«بريميرليغ» (رقم قياسي)، واليوم، مع الوصول للجولة الـ27، سجّل صلاح 17 هدفاً. أمّا بالنسبة للفريق، فهو على عكس صلاح تماماً، الفريق يقدم موسماً معاكساً لموسمه السابق، حيث يحتل الفريق الإنكليزي المركز الثاني وبفارق الأهداف برصيد 65 نقطة خلف فريق مانشستر سيتي (مع وجود مباراة زائدة للسيتي). وجود فريق الريدز في المقدمة، لم يكن مألوفاً كثيراً في المواسم الماضية، ممّا يجعل المتابعين يؤمنون بفريق، ربّما عرف أن هذا الموسم هو المنتظر، والذي سيكتب فيه أول لقب للبريميرليغ بنظامه الجديد في تاريخ القلعة الحمراء. على الورق، ليفربول فريق متذبذب المستوى، فتارة يقدم مباراة تجعل كلّ من يتابعه يؤمن بأن هذا الفريق سيحقق اللقب، وتارة أخرى يسقط من جديد في فخ من التعادلات (تحديداً في مرحلة الإياب)، التي قلّصت الفرق مع السيتي إلى ثلاث نقاط فقط. في دوري الأبطال، الوضع مختلف، الليفر عاش موسماً استثنائياً السنة الماضية، حيث توّجه ببلوغه الدور النهائي من البطولة، إلّا أن الحارس كاريوس والحظ، وقفا بوجه كلوب، الذي كان قريباً جداً من تحقيق المعجزة. أنفيلد سيستضيف عملاقاً من عمالقة دوري الأبطال، تماماً كما هو أيضاً، عشرة ألقاب «تشامبيونزليغ»، كافية، لتجعل من هذا اللقاء، سهرة كروية ممتعة.