استهل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، زيارته التي يقوم بها إلى المنطقة، بزيارة عمّان ولقاء ملك الأردن عبدالله الثاني، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وبحث معهما الملف السوري بشكل أساسي. الزيارة التي يقوم بها الوزير الأميركي، تهدف إلى «طمأنة» حلفاء واشنطن، إلى أن سياستها في المنطقة، لم تتغير، وخصوصاً بعد القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس ترامب بخصوص سحب القوات الأميركية من سوريا، ما أثار مخاوف العديد من دول المنطقة الحليفة للولايات المتحدة، من أن تكون الأخيرة قد بدأت بتغيير سياستها في المنطقة.وزير الخارجية الأميركي أكّد من العاصمة الأردنية، أن «استراتيجية الولايات المتحدة ثابتة في المنطقة»، وأشار بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، إلى أن «أهم التهديدات التي تواجه المنطقة هي داعش، والثورة الإسلامية» في إيران. وأكد أن «المعركة مستمرة»، مشيراً أيضاً إلى أن «التحالف في مواجهة الثورة الإيرانية فعال اليوم، كما كان بالأمس، وكلي أمل بأنه سيستمر بفعاليته وحتى أكثر فعالية غداً». وفي رسالة «طمأنة» جديدة، قال بومبيو إن «قرار الرئيس (دونالد ترامب) بسحب جنودنا من سوريا لا يؤثر بأي حال في قدرتنا على تحقيق ذلك (مواجهة داعش وإيران)». وأضاف أنه «في الأيام والأسابيع المقبلة سترون أننا نضاعف جهودنا الديبلوماسية والتجارية لتشكيل ضغط حقيقي على إيران».
وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الوزير الأميركي: «كلنا نواجه مشاكل مع السياسات التوسعية لإيران في المنطقة»، مؤكداً أن «علاقتنا قوية مع الولايات المتحدة ونثق بأننا سنستمر في تنسيق الشؤون الأمنية». وبحث بومبيو مع الملك عبدالله الثاني مساء اليوم، «آخر المستجدات على الساحة السورية»، حيث جرى بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، «تأكيد ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وبما يضمن عودة آمنة للاجئين السوريين إلى وطنهم».

بولتون يبحث «الانسحاب» في أنقرة
وبالتزامن مع بدء جولة بومبيو في المنطقة، أنهى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون زيارته إلى أنقرة. وقد أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن وفداً تركياً برئاسته، ناقش مع الوفد الأميركي برئاسة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، تفاصيل الانسحاب الأميركي من سوريا «في غضون 120 يوماً». وأكد قالن خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التركية، عقب لقائه بالوفد الأميركي «ضرورة تطبيق خريطة الطريق حول منبج شمال سوريا (بين أنقرة وواشنطن) كما هو متفق عليه». وأضاف قالن: «ناقشنا مع بولتون تفاصيل عملية انسحاب القوات الأميركية من سوريا». وبخصوص جدول الانسحاب، أشار قالن إلى أن «الأميركيين أبلغونا بأن الانسحاب سيتم خلال 60 - 100 يوم، والآن يقولون نحتاج إلى 120 يوماً، وتركيا لا تعتبر هذا تأخيراً كبيراً». وأردف قائلاً: «الأميركيون أخبرونا أنهم يبحثون مسألة الأسلحة التي بحوزة الأكراد، ومصير الـ 16 قاعدة عسكرية (أميركية) في سوريا».
وحول سؤال في شأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن «الرئيس أردوغان، تعهد لترامب بضمان تركيا حماية القوات الكردية في سوريا عقب انسحاب الجنود الأميركيين»، نفى المسؤول التركي إبراهيم قالن صحة ذلك وأردف قائلاً إن أردوغان «تباحث هاتفياً مع ترامب مرتين، خلال هذه المرحلة، ولما يقدّم أي ضمانات من هذا القبيل إطلاقاً، سواء خلال الاتصالين أو عبر أي قنوات أخرى». في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي كبير، بحسب وكالة «رويترز»، إن «مستشار الأمن القومي جون بولتون أبلغ نظيره التركي اليوم، بأن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفاء واشنطن الأكراد في سوريا». وبينما أكد إبراهيم قالن، في المؤتمر الصحافي، أن «تصريحات بولتون من إسرائيل (أول من أمس)، والمتعلقة بأكراد سوريا ولّدت استياء في تركيا»، فقد بدا لافتاً رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاء المستشار الأميركي جون بولتون خلال الزيارة، الأمر الذي اعتُبر بمثابة رسالة اعتراض حاد على تصريحات بولتون السابقة من تل أبيب. ولكن مسؤولاً كبيراً في الوفد الأميركي المرافق لبولتون، أبلغ الصحافيين المرافقين، بأن «مستشار الأمن القومي لم يعتبر أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابلته خلال زيارة لتركيا تجاهلاً له لأن خطط إجراء محادثات بينهما، لم يتم تأكيدها».