الكرملين: أنقرة لم تفِ بعد بشروط «اتفاق سوتشي»
وترافق الحراك الميداني مع ترحيب «فاتر» من الكرملين بالقمة الرباعية التي ينتظر أن تجمع زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا، لنقاش التطورات في إدلب، ومصير اتفاقات «خفض التصعيد» هناك. وعلى رغم أن الرئاسة الروسية أعطت ضوءاً أخضر للمشاركة في القمة، فقد تركت الاحتمالات مفتوحة حول موعدها ومكان انعقادها المفترضين. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين «يؤيد انعقاد القمة... وإن كان في الإمكان ترتيب مواعيد الزعماء الأربعة، ستعقد بالتأكيد». ووفق ما نقلت تقارير إعلامية عن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي أعلن رسمياً عن القمة أول من أمس، فإن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اقترحا عقدها في إسطنبول، لكن بوتين «لم يحسم موقفه بعد» من هذا المقترح.
ويعكس المقترح الأوروبي رغبة في تصوير القمة على أنها «جولة ثانية» من «رباعية إسطنبول» (تشرين الأول 2018)، على رغم الاختلافات الواسعة في ظروف انعقادها؛ فالأولى جاءت لتبارك «اتفاق سوتشي» وتعوّم «مسار أستانا»، وحينها كان ماكرون وميركل متردّدَين في الحضور حرصاً على عدم تظهير القمة كأنها موجّهة ضدّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حين تظهر موسكو اليوم فتوراً تجاه حضور القمّة، ربطاً بمجريات الميدان. ولم تخف الرئاسة الروسية موقفها هذا، بل أكد بيسكوف في حديث صحافي أمس لقناة «روسيا 1» أن «أنقرة لم تفِ بعد بشروط اتفاق سوتشي... بما يتضمن ترسيم حدود المنطقة المنزوعة السلاح، وسحب السلاح الثقيل، وما إلى ذلك». وأشار إلى أن «هناك عيّنات خطيرة من المعدّات العسكرية تصل إلى أيديهم (المتشددون في إدلب)... وبطبيعة الحال، لا يمكن أن تبقى الأعمال الهجومية للمتشددين بلا ردّ؛ فالجيش السوري في بلده وعلى أرضه، ردّ بشكل طبيعي». وبرغم ذلك، قال بيسكوف إن «الجيشَين الروسي والتركي يواصلان الاتصال، وإذا لزم الأمر، يتواصل الرئيسان»، معتبراً أنه «لا يجب رسم سيناريوات قاتمة لتأثير ما يجري على العلاقة الروسية ــــ التركية».