وكانت وصلت تعزيزات أمنية وُصفت بـ«الضخمة» إلى السويداء، الأمر الذي اعتبرته شخصيات معارِضة بمثابة «التلويح بالعصا» للمتظاهرين من قِبَل دمشق، فيما قالت مصادر أمنية، لـ«الأخبار» إن التعزيزات تهدف إلى «حماية المؤسسات الحكومية ومنع محاولات جرّ السويداء للعنف»، مشيرة إلى «عدم وجود أيّ أمر بالصدام المباشر مع المحتجّين أو التعرّض لهم»، على رغم وجود مخاوف من الانجرار إلى العنف، بدفْع من الفصائل المسلّحة التي لم يكشف أيّ منها عن مصدر تمويله أو تسليحه، بينما تقول مصادر أهلية إن شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين، موفق طريف، هو مصدر الأموال، علماً أن الأخير عُيّن في منصبه خلَفاً لخاله أمين طريف، بقرار من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
شهدت محافظة درعا أكثر من محاولة اغتيال لشخصيات عملت على ملفّ التسوية
ولم يزِد تجمّع الخميس عن النصف ساعة أمام «مقام عين الزمان»، في حين لم تشهد المحافظة قطعاً لأيّ طريق أساسية كما جرت العادة خلال الأيام الماضية. مع ذلك، تواصَلت الدعوات إلى التظاهر يوم الجمعة في السويداء، توازياً مع صدور دعوات مماثلة في مدينة جرمانا الواقعة في ريف دمشق الشرقي، والتي تعدّ واحدة من المدن ذات الكثافة الدرزية، وفي مدن أخرى مثل حمص ومصياف وبانياس ودرعا، من دون وجود مؤشّرات إلى إمكانية تحوّل هذه الدعوات إلى حدث دراماتيكي يعيد المشهد السوري إلى نقطة الصفر.
درعا مرة أخرى
خلال الأيام الماضية، شهدت محافظة درعا أكثر من محاولة اغتيال لشخصيات عملت على ملفّ التسوية والمصالحات مع الحكومة السورية، إذ سُجّل يوم الخميس مقتل شاب وإصابة اثنين آخرين جرّاء إطلاق ملثّمين الرصاص على سيارة مصعب البردان، أحد أعضاء ما يُعرف بـ«اللجنة المركزية» المفاوِضة باسم المسلّحين في الريف الغربي، وذلك أثناء مرورها ببلدة عتمان شمال مدينة درعا. وجاء هذا بعدما شهد يوم الثلاثاء الماضي تفجير عبوة ناسفة بالقرب من بلدة عتمان، استهدفت خالد الرفاعي، الذي عمل على ملفّ التسوية في منطقته، ويوم الأربعاء محاولة اغتيال شادي بجبوج، بالقرب من قرية خربة غزالة.
وبحسب مصادر تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن حصيلة الاستهدافات والاغتيالات في درعا وريفها خلال الساعات الـ24 الماضية بلغت 6 عمليات أودت بحياة 4 أشخاص، فيما وصلت الحصيلة منذ الأوّل من شهر شباط الحالي إلى 10 عمليات، أدّت بمجملها إلى مقتل 7 أشخاص من مدنيين وعناصر تسوية، وإصابة 9 آخرين بجروح. على أن هذه العمليات، على رغم كثافتها، لا تُعدّ مؤشّراً إلى احتمال عودة الجنوب إلى مربّع التوتّر الأمني بصورته الأشدّ قتامة، بقدر ما تعتبرها مصادر أمنية «محاولة لضرب ملفّ التسوية الذي أنهت من خلاله الحكومة السورية الوجود المسلّح في منطقة حسّاسة مثل درعا».