إذا ما صدَقت النوايا التركية، وسارت أمور التطبيع مع الجار الجنوبي على نحو طيّب، قد يكون من الممكن القول إن عام 2023 سيكون فاتحة السلام في سوريا. ذلك أن تركيا التي شكّلت على مدار العقد الماضي رأس حربة في الحرب المجنونة التي اندلعت على الأراضي السورية، سيشكّل انتقالها إلى معسكر المهادنة والتسوية تحوّلاً مفصلياً، من شأنه أن يستتبع جملة تغيّرات على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية كافة. في ما يلي محاولة استشراف لِما يمكن أن تفضي إليه استعادة العلاقات المتوقّعة بين أنقرة ودمشق على جميع الصعد ذات الصلة، سواءً ربطاً بالدولتَين المعنيتَين أو بحلفائهما أو باللاعبين اللادولتين الذين استنبتتْهم الحرب السورية، مع إضاءة على خلفيات الاستدارة التركية، وما سبقها من تورّط حتى «الأذنَين» في مسرح المواجهة، وما سيَعقبها أيضاً من محاولات عرقلة أو تسهيل