غزة ــ قيس صفديلم يمرّ التصعيد الإسرائيلي المفاجئ في قطاع غزة أول من أمس، من دون إجراءات من حركة «حماس»، التي باتت تأخذ على محمل الجد التهديدات الإسرائيليّة، ولا سيما بعد دعوة رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكن، إلى تقويض حكم الحركة الإسلاميّة في القطاع.
وقالت مصادر رسمية في حكومة «حماس»، لـ«الأخبار»، إن «الحكومة والأجهزة الأمنية تأخذ التصعيد الإسرائيلي على محمل الجد خشية من عدوان واسع مباغت على غرار الحرب الأخيرة في 27 كانون أول الماضي».
وعلمت «الأخبار» من ضباط وعناصر في الأجهزة الأمنية أنهم تلقوا تعليمات صارمة باتخاذ أقصى درجات الحيطة، وعدم التجمهر في مكان واحد، وإخلاء كل المواقع في القطاع، مع الحفاظ على الأمن من خلال العمل الميداني.
وكانت شرطة حكومة «حماس» قد أجرت، خلال اليومين الماضيين، مناورات ميدانية بمشاركة جهاز الأمن الداخلي والدفاع المدني في مناطق شمال القطاع، وذلك استكمالاً لمناورات مماثلة أجرتها سابقاً في مدينة غزة، ضمن خطة الطوارئ التي أعدتها الشرطة استعداداً لأي طارئ.
وقال مشاركون في المناورات إنها تضمّنت التدريب على إخلاء جرحى وتنظيم حركة السير في ظل قصف إسرائيلي، والانتشار السريع في حالات الطوارئ، وإطفاء الحرائق، وعمليات مساعدة وإنقاذ مواطنين عالقين بين الأنقاض، واعتقال مطلوبين وملاحقة مجرمين وعملاء للاحتلال.إجراءات «حماس» الاحترازيّة جاءت بعدما قصفت طائرات حربية إسرائيلية، أول من أمس، مناطق زراعية وورشة حدادة، وأنفاقاً للتهريب بين غزة ومصر. وقالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال قصفت نقطة مراقبة لمقاومين في «كتائب القسام» بالقرب من سوق السيارات في حي الزيتون، بعد وقت قصير من غارة جوية استهدفت نقطة مراقبة ثانية دون وقوع إصابات في أوساط المقاومين الذين أخلوا النقطة قبل لحظات من القصف.
وفي وقت سابق، شنّت طائرات حربية إسرائيلية عدة غارات جوية على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر. وقصفت الزوارق الحربية مرفأ الصيادين، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح بسيطة. ورأى المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، هذا التصعيد «نتيجة استغلال الاحتلال المباركات الإقليمية والدولية»، مشدداً على أن «هذا العدوان ما كان ليحدث لو اتخذت قرارات عربية بعزل الكيان الصهيوني ومقاطعته، واستخدام كل أوراق الضغط ضده». وفي إطار الرد الأولي للمقاومة على التصعيد الإسرائيلي، قصفت «كتائب القسام» بلدة سديروت القريبة من القطاع بصاروخ واحد من طراز «قسام» محلي الصنع. وطالبت «غرفة العمليات المركزية التابعة لكتائب القسام» المقاومين الفلسطينيين كافة بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر تحسباً لأي عملية اغتيال أو قصف في ظل التحليق المكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاع.