ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وحلفاءه الأوروبيين يحضرون اقتراحات لإطلاق استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران ترتكز على إسقاط شرط أساسي لطالما أصرّت عليه إدارة جورج بوش السابقة، وهو وقف طهران تخصيب اليورانيوم خلال المرحلة الأولى من فترة المفاوضات حول برنامجها النووي.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين على صلة بالمحادثات قولهم إن الاقتراحات المزمعة ستضغط على إيران لفتح برنامجها النووي تدريجاً أمام المفتشين، وفي الوقت نفسه يُسمح لطهران بالاستمرار بالتخصيب لفترة معينة خلال المحادثات. وقال مسؤول: «ما هو أشد قيمة لنا الآن هو الحصول على حرية تحرك حقيقية للمفتشين للتحقيق في الشكوك التي تحوم حول البلاد»، مضيفاً: «نحن نعرف ماذا يحصل في مفاعل ناتنز»، في إشارة إلى أن المفتشين يدخلون ويخرجون إلى المفاعل كل بضعة أسابيع، لكن «نحن قلقون مما يجري في باقي أنحاء البلاد».
وذكر مسؤولون أميركيون أن مراجعة السياسة تجاه إيران، التي أمر بها أوباما بعد تسلمه منصبه، لا تزال طور الإعداد، مضيفين أنه من غير الواضح بعد إلى متى سيكون راغباً في السماح لطهران بانتاج الوقود النووي، وفي أي وتيرة. ورفض مسؤولون إعطاء المزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن أي سياسة أميركية ستطلب من إيران في النهاية وقف التخصيب كما جاء في قرارات مجلس الأمن الدولي. وأوضح مسؤول أنّ «هدفنا يبقى تماماً ما ورد في القرارات الدولية: التعليق».
لكن مسؤولين أوروبيين على صلة بإعداد فصول الاستراتيجية مع إدارة أوباما قالوا إن هناك اتفاقاً عاماً على أن ايران لن تقبل وقف مباشر لمفاعلاتها النووية كما طلبت منها إدارة بوش. وأوضحوا «اتفقنا جميعاً على أن هذا الأمر ببساطة لن يحدث، التجربة تقول لنا إن الايرانيين لن يقبلوها، لذا سنبدأ بخطوات مؤقتة، كي نبني بعض الثقة».وقالت الصحيفة إنه إذا سمحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لطهران بالاستمرار بالتخصيب لبضعة أشهر أو أكثر، فإن التوجه سيكون مرتبطاً بتحقيق أهداف كل من المحافظين في الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو.
ومع ذلك، نفى البيت الأبيض ما أوردته الصحيفة. وقال المتحدث باسمه روبرت غيبس إنها «ليست المرة الأولى التي أقف فيها هنا لشيء قرأته في الصحف ووجدته غير دقيق». وفي مقابلة مع الصحيفة نفسها أول من أمس، قال الخبير النووي في جامعة «هارفرد»، ماثيو بان، إن هناك اتجاهاً يتمحور حول ما أمكنت تسميته «إيقاف دافئ»، بحيث تستمر أجهزة الطرد بالعمل، لكن من دون أن تنتج يورانيوم مخصباً، كترك محرك السيارة شغالاً، لكنها تبقى في الموقف. بهذا يمكن أن يدعي الطرفان النصر: الإيرانيون لأنهم قاوموا الأميركيين لوقف برنامج التخصيب، في المقابل يعلن الأميركيون والأوروبيون أنهم أوقفوا ضخ المواد التي يمكن أن تستخدم لإنتاج السلاح.
(الأخبار)