القاهرة ــ خالد محمود رمضانلم تنته فصول الأزمة بين مصر وحزب الله، بل باتت تتأرجح بين تصعيد وتهدئة، تعبّر عنها محاولات الوساطة، التي دخل على خطها أخيراً الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، وسط أنباء عن نيّته زيارة بيروت في الأيام القليلة المقبلة للقاء قيادة الحزب.
وعلمت «الأخبار» أن موسى بدأ ببذل جهود لمحاولة تبريد الأجواء المشتعلة بين مصر وحزب الله. وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع إن موسى، الذي يوصف بأنه «متحمس لإجراء اتصالات مصرية وعربية مع حزب الله»، يعتقد أن إسرائيل هي الرابح الوحيد من التراشق السياسي والإعلامي بين القاهرة والحزب وأمينه العام، السيّد حسن نصر الله.
ولفتت المصادر إلى أن موسى نصح مسؤولين مقربين من الرئيس المصري حسني مبارك بـ«تهدئة اللعب مع حزب الله وفتح المجال لإمكان التوصل إلى حل سياسي مقبول لهذه الأزمة». وأوضحت أن «موسى عرض استخدام نفوذه الإعلامي وقبوله لدى مرجعيات حزب الله لوقف الحملة الإعلامية بين الطرفين».
وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء السعوديّة أن الأمين العام لجامعة الدول العربية «سيصل إلى بيروت بعد غد السبت في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين ويطلع منهم على سير الأوضاع على مختلف المستويات، وخصوصاً الأمنية والانتخابية منها، كما يحضر إطلاق برنامج «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009».
ونقلت الوكالة عن مصادر قولها: «إن الأزمة الناشئة بين مصر وحزب الله اللبناني ستكون مدار بحث خلال الزيارة للعمل على وضع حد لتفاقمها».
من جهة ثانية، استبعد منتصر الزيات، مسؤول الدفاع عن سامي شهاب، اللبناني المتهم بمحاولة تأليف خلية تابعة لحزب الله في مصر، ورود اسم نصر الله في قرار الاتهام الذي تعكف السلطات المصرية حالياً على إعداده.
وقال الزيات، لـ«الأخبار»، إن «مصر دولة كبيرة وليست صغيرة. وأستعبد أن يرد اسم نصر الله في قرار الاتهام». وأضاف «لم يرد اسمه أساساً في التحقيقات المطولة التي جرت مع كل المعتقلين، وبالتالي لا أساس لاحتمالات وجوده في قرار الاتهام».
في هذه الأثناء، حذّرت حركة «الأخوان المسلمين» المصرية المعارضة، من أن الحملة ضدّ حزب الله «تهدف إلى إضعاف المقاومة ضد إسرائيل».
وأشارت الحركة، في بيان، إلى أنّ «ما يجري في هذه القضية هو إحدى محاولات الصهاينة لإضعاف الدول العربية والإسلامية وجعل الصراع عربيّاً ــ عربيّاً أو إسلاميّاً ــ إسلاميّاً بدلاً من كونه صراعاً عربياً إسلاميّاً ــ صهيونيّاً».
وجدّدت الحركة دعوتها «الأمة كلها أنظمة وشعوباً أن تهبَّ لنصرة المقاومة ودعمها اقتصاديّاً ومعنويّاً وعسكريّاً تطبيقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك».
غير أنّ البيان تضمّن انتقاداً مبطّناً لحزب الله، إذ لفت إلى أنّ «ما قام به حزب الله لدعم المقاومة في فلسطين يعتبر هدفًا لا يختلف عليه اثنان، إلا أن وسائلَ الدعم يجب ألا يشوبها أي نوعٍ من التصرفات المنفردة».