تهويد جديد للقدس، هذه المرة ضمن اتفاق سرّي عقده رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلّف بينيامين نتنياهو وشريكه رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، لإقامة مستوطنة جديدة في القدس الشرقية وتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم»، وهي الأكبر في المدينة المحتلة. ويتزامن الكشف عن الاتفاق، الذي لم يدرج ضمن الاتفاق الائتلافي الموقّع بين نتنياهو وليبرمان، مع المؤتمر الصحافي للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي شدّد خلاله على أن مفاوضات حل الدوليتن «لن تكون أكثر سهولة» مع حكومة نتنياهو، الذي حاول مجاراة سيّد البيت الأبيض بالإشارة إلى استعداده للمضي في عملية السلام، من دون الحديث عن «دولة فلسطينية».وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد كشفت، أمس، عن أن الاتفاق الائتلافي الذي أبرمه حزب «الليكود» مع حزب «إسرائيل بيتنا» تضمّن موافقة على إقامة مستوطنة كبيرة جديدة في المنطقة المعروفة باسم «إي ــ 1» بين القدس الشرقية ومستوطنة «معاليه أدوميم».
ونقلت الإذاعة عن مصدر مقرب من المفاوضات الائتلافية قوله إنه على الرغم من أن هذه التفاهمات لا يشملها الاتفاق الائتلافي بين الحزبين، إلا أنه تم الاتفاق على هذا المشروع الذي خطط له منذ سنوات ويشمل 3000 وحدة سكنية.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل انتهت من تنفيذ أعمال بنية تحتية في «إي ــ 1» وأن «إسرائيل بيتنا» معني جداً بتنفيذ هذا المشروع، وخصوصاً على ضوء حصوله على عدد كبير من أصوات المستوطنين في الانتخابات العامة الأخيرة.
وكانت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية قد أعلنت مخططاً في وزارة البناء والإسكان لبناء 73 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية المحتلة وفي الأراضي المحتلة الأخرى من الضفة الغربية.
وكان تقرير حركة «السلام الآن» قد ذكر أن بناء المستوطنات سيتم في المنطقة المعروفة بالمنطقة «إي»، بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس، والتي تقطع التواصل ما بين شمال الضفة وجنوبها، والبناء في المستوطنات الواقعة في قلب الضفة وكذلك على حدود الخط الأخضر، وأيضاً في البؤر الاستيطانية العشوائية التي تعدّ غير قانونية حتى في إسرائيل.
وكشفت «حركة السلام الآن»، من خلال طاقمها المعروف باسم «كادر متابعة المستوطنات»، عن هذا المخطط خلال مراجعة دقيقة للوثائق المنشورة في موقع حكومي رسمي لخرائط الوحدات السكنية المنوي إقامتها.
وعارضت الإدارات الأميركية المتوالية تنفيذ هذا المشروع، حتى إنها منعت إسرائيل من تنفيذه لكونه يؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها. وخلال زيارتها الأخيرة إلى إسرائيل، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، رفضها للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في مناطق الضفة، باعتبارها معرقلة لعملية السلام، فيما يخشى الإسرائيليون «مواجهة» بين نتنياهو وحكومة أوباما بشأن الاستيطان.
(أ ف ب، يو بي آي)