جدّد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، أمس، الدعوة إلى تأسيس مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية. الدعوة هذه المرة صدرت من دمشق بعد الأنباء التي راجت عن معارضة العاصمة السورية للمنظمة البديلة، وأن هذا هو سبب إطلاق مشعل خطّته من الدوحة وطهران.وشنّ مشعل، خلال احتفال أُقيم في دمشق بعنوان «وانتصرت غزة» شاركت فيه معظم فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا، هجوماً عنيفاً على منظمة التحرير، متهماً إياها بـ«التواطؤ على المقاومة»، داعياً إلى «مرجعية» بديلة منها. وقال إن «خيار أغلبية الشعب الفلسطيني هو المقاومة، فكيف تكون مرجعيته ضد المقاومة وتتواطأ عليها؟».
وسأل مشعل القيّمين على منظمة التحرير: «كم سنة تحتاجون منا إلى أن ننتظر حتى تفتحوا أبواب المنظمة وتسمحوا لحماس والجهاد (الإسلامي) وباقي الفصائل بالانضمام؟». وأضاف: «نسعى إلى تأسيس مرجعية وقيادة حتى اللحظة التي تقررون فيها إعادة بناء المنظمة، فتلتقي البندقية مع المنظمة كما في عام 1969»، في إشارة إلى تولي حركة «فتح» يومها، ممثلة بزعيمها ياسر عرفات، رئاسة منظمة التحرير.
وأكد مشعل «نحن مع منظمة (التحرير الفلسطينية) كبيت فلسطيني، لكن مؤسساتها فقدت شرعيتها القانونية منذ سنوات»، مشدداً على أن «لا شرعية لأي مؤسسات أو تشكيلات تناقض الخيار الحقيقي للشعب الفلسطيني وهو المقاومة»، متهماً القيّمين على المنظمة بأنهم وضعوها «في ثلاجة الموتى».
وأضاف مشعل: «مَن لديه غيرة على المنظمة فعليه، بكل شجاعة، أن يعلن موعد اجتماع للأمناء العامين لكل الفصائل وللجنة التنفيذية وللشخصيات المستقلة لإعادة بناء المنظمة على قاعدة انتخابات حرة». وأوضح أن حركة «حماس» ومعها باقي فصائل المقاومة الفلسطينية «لن تبقى منتظرة إلى حين أن تقرروا فتح أبواب المنظمة والالتزام بتنفيذ إعلان القاهرة 2005».
وتطرّق رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إلى مفاوضات التهدئة في القاهرة، وقال إن «أولويتنا هي رفع الحصار وفتح المعابر بصورة دائمة والاستعجال في إعمار غزة». وأضاف: «إذا لم يستجب العدو لهذه المطالب، فلا تهدئة».
ورأى مشعل، في كلمته خلال الاحتفال الذي شارك فيه قرابة ألف شخص ونقل التلفزيون السوري وقائعه مباشرة على الهواء، أن إسرائيل قدمت لحركة «حماس» «عبر الأخوة المصريين عروضاً مغرضة، ملتبسة، ناقصة، لا معنى لها إلا استمرار الحصار». وقال: «لن نقبل تهدئة إلا إذا كان مقابلها كسر الحصار وفتح المعابر».
ورأى مشعل أن «ما فشل العدو فيه (العدوان على غزة) يسعى اليوم جاهداً لإنجازه وانتزاعه منا في ميدان السياسة والمفاوضات المريرة»، مؤكداً أن «الذي يُفشل المفاوضات هو تعنت الصهاينة».
وأكد مشعل أن الإسرائيليين «لم يقدموا حتى اللحظة التزاماً صريحاً برفع الحصار وفتح المعابر»، مشيراً إلى أن «عدونا يربط إعمار (غزة) بشروط سياسية، منها وجود سلطة شرعية كما يراها هو، لأن سلطة المقاومة على أرض غزة ليست شرعية بنظره».
(أ ف ب)