يحيى دبوقذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن إسرائيل نقلت رسالة إلى حزب الله تحذّره فيها من مغبّة قيامه بإسقاط أيّ طائرة عسكرية إسرائيلية تحلّق فوق الأجواء اللبنانية، أو الانتقام بأيّ طريقة مغايرة لاغتيال المسؤول العسكري في الحزب، عماد مغنية، مشيرة إلى أن «إسرائيل ستردّ بقسوة، وضد الدولة اللبنانية» أيضاً.
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن مبعوث الأمم المتحدة إلى لبنان، مايكل وليامز، زار إسرائيل بداية الأسبوع الجاري، والتقى رئيس الهيئة السياسية ـــــ الأمنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون إبراموفيتش، الذي طلب من وليامز «إيصال رسالة إلى حزب الله مفادها أن إسرائيل لن تتجاوز تغييراً في التوازن العسكري بينها وبين لبنان، وأن أي إسقاط لأي طائرة إسرائيلية، أو محاولة إسقاطها، سيؤدي إلى مواجهة عسكرية قاسية مع إسرائيل»، مضيفاً أن «لدى سوريا نية لنقل منظومات أسلحة متطورة وحديثة إلى حزب الله، وتحديداً صواريخ مضادة للطائرات».
وشدد إبراموفيتش، أمام المبعوث الدولي، على أن «إسرائيل متأهّبة وفي يقظة تامة حيال نيات حزب الله الانتقام لاغتيال عماد مغنية»، مشيراً إلى أن «الدولة العبرية سترفض فوراً أي محاولة من حزب الله للتملص من المسؤولية عن أي عملية انتقام، وإلقائها على جهات أخرى، وعلى حزب الله أن يفهم أن رد إسرائيل سيكون قاسياً، وسيكون أيضاً ضد الدولة اللبنانية».
وفي سياق «تساوقه» مع كلام مضيفيه، أشار وليامز إلى أن «لدى الأمم المتحدة قنوات اتصال مع حزب الله ومع جهات أخرى في لبنان، وهي قلقة من التوتر الكبير على الحدود» الشمالية مع لبنان. وقال إن «تقدير الأمم المتحدة أن حزب الله يعدّ لعملية انتقام، لكنه في الوقت نفسه غير معنيّ بإشعال الحدود الشمالية قبل الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في حزيران» المقبل.
وعن الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أضاف وليامز أن «الصواريخ أحدثت صدمة لدى السكان في جنوب لبنان، خشية إقدام إسرائيل على ردّ قاس». لكنه أكد أن «حزب الله لم يكن متورّطاً في إطلاقها، لكنّه هيّأ الفرصة والظروف المؤاتية في المنطقة، أمام مطلقيها».
في السياق نفسه، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، زئيفي فركش، إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن «نصر الله، ألزم نفسه بالانتقام لمغنيّة، والأمر شبيه بالتزامه تحرير الأسرى اللبنانيين، إذ حاول مرات عدة تنفيذ عمليات خطف على الحدود الشمالية، إلى أن نجح عام 2006، وحالياً سيحاول تكرار محاولات تنفيذ عملية الانتقام، والمسألة ليست مسألة هل يمكن ذلك، بل مسألة قدرات وتوقيت».
وأضاف فركش لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن «التحذيرات التي يصدرها مكتب مكافحة الإرهاب، والمتعلقة بدول وبأماكن محددة خارج إسرائيل، تستند إلى عدم قدرة الإسرائيليين على إخفاء هويّتهم في هذه الدول، الأمر الذي يدفع إلى التحذير من مغبّة السفر إليها».