القاهرة ــ الأخبارعاد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أمس، إلى المسرح السياسي العربي ليوجّه كعادته سيلاً من الانتقادات لأقرانه العرب، مؤكداً أن لا فائدة من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس في القاهرة، ولا من اجتماع القمة العربية لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
وانتقد القذافي، خلال اجتماع مع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في طرابلس، إرسال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. وقال إن «المساعدات التي يتحمّس العرب لإرسالها تساعد على استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة، لأن 50 في المئة قتال و50 في المئة أمور لوجستية أخرى من أدوية ودماء وأكل وشراب وما إليه، وهذه تكفّل بها العرب».
وتساءل الزعيم الليبي «هل من المعقول عقد قمة عربية طارئة تقرر إرسال الأغطية إلى غزة؟». وأضاف «أتينا نحن العرب وقلنا: لا.. لا، أنتم يا إسرائيليون عليكم مهمة واحدة هي قتل الفلسطينيين فقط، ونحن سنبعث الدم الذي ستزهقونه وتريقونه، ونحن نبعث الغذاء إلى الذين ستجوّعونهم، وحتى المباني التي ستدمّرونها يمكن أن نبنيها بعد ذلك بإعادة إعمار غزة»، مضيفاً «إذاً نحن ندعم العدو، ولهذا أنا لا أصفّق لهذه المساعدات».
وانتقد القذافي مجدداً عدم تنفيذ العرب لبنود معاهدة الدفاع العربي المشترك، متسائلاً «ماذا استفدنا من كل المفاوضات وكل المعاهدات من إسطبل داوود (كامب دايفيد) لغاية الآن؟ هل توقف العدوان؟ بالعكس، فالضفة الغربية خربت أكثر وزادت فيها المستوطنات أكثر، وبنوا الجدار العازل، ودمّروا، وذبحوا الملايين في إبادة جماعية».
وقال القذافي إن «القرار التاريخي الذي يتناسب مع الواقع الحالي للعرب هو قرار واقعي، حيث لا نستطيع أن نقول إن العرب سيحاربون، ولا أن يقوموا بغارات جوية. ولا بمدفعية.. ولا بصواريخ، مع أن عندهم القدرة، لكن ليس عندهم الإرادة». وشدّد على أن المطلوب هو أن «نعلن إقفال الباب نهائياً، وسحب المبادرة العربية، لأنها مؤامرة عربية». لكنه عاد ليدعو إلى سحب المبادرة وتضمينها بعض الشروط الجديدة، مثل تفكيك أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك البرنامج النووي الإسرائيلي وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب القذافي بإغلاق باب المفاوضات مع إسرائيل، مضيفاً «نقفل هذه المهاترات، وبعد ذلك حتى من دون حرب، تبقى حال الحرب، والعالم كله يؤيّدنا. نحن لم نقل سنحارب..لا، لكن نحن في حال حرب».
وأعلن القذافي ضمنياً عدم مشاركته في القمة العربية الطارئة المقترحة، على الرغم من أنه أوضح أنه لا يعارضها ويرحّب بعقدها في أي مكان. وقال «أنا نفسي، اعتباراً من يوم غد، سأذهب إلى غينيا لأحل المشاكل كي لا تحصل حرب في غينيا»، مضيفاً «أنا مستقبلي أفريقيا، وأمي أفريقيا، وأرضي أفريقيا، ومهدي أفريقيا وقبري أفريقيا... والعرب يئست منهم، وعمري كله أنهيته وأنا أدعو إلى الوحدة».
وأبلغ القذافي وزراء الخارجية المغاربة أنه «يعلم أن العرب يعتبرون المغاربة عرباً من الدرجة الثانية ويتعاملون معهم كمراقبين في الجامعة العربية»، مضيفاً «هم غير مهتمين بنا، وعرب من الدرجة الثانية والثالثة، وأحياناً يتشاورون في أشياء تتعلق بمصير الأمة العربية، ونحن لا يهتمون بنا أبداً، هذه لازم تفهموها. نحن في النهاية أفارقة».
وشنّ القذافي هجوماً حاداً على القادة العرب، قائلاً «لا أحد فينا قادر على أن يرفع صوته، بل إن كل واحد يريد أن يحافظ على كرسيه مقابل دغدغة عواطف الإسرائيليين والأميركيين والانبطاح أمامهم والتملّق»، مضيفاً «أبو العرش، وأبو الكرسي، وأبو الرئاسة، وأبو القيادة.. ماذا نعمل بها؟! هذه كلها صولجانات العار».