بسام القنطارحوالى 50 متظاهراً، جمعهم قطاع الطلاب في «حركة الشعب» في الاعتصام المسائي الذي نظّمه أمام السفارة المصرية في منطقة الجناح. بعض هؤلاء حضر بثيابه المبلّلة، جراء تعرضهم لخراطيم المياه في الاعتصام الصباحي أمام السفارة الأميركية في عوكر.
السياج الشائك والعوائق التي وضعتها القوى الأمنية عند محيط السفارة، بقطر يزيد على نصف كيلومتر، حتم على المشاركين المرور قرب جسر سليم سلام من عند نقطة تجمع الباصات العمومية في الكولا، وصولاً إلى مدخل الشارع المؤدي إلى السفارة لجهة أوتوستراد المطار.
ولقد تميز الاعتصام بتحوّله إلى منبر مفتوح لكيل الشتائم بحق الرئيس المصري حسني مبارك. وككل اعتصام أحرق العلم الإسرائيلي مقابل رفع لافتة تقول «أين منتظر المصري؟». أما الهتاف، فلقد بدأ تقليدياً ليتصاعد بعدها إلى العيارات الثقيلة التي اعتبرها طلاب «حركة الشعب» حصرية على شاكلة «مش مزبوطة مش مزبوطة مبارك يا ابن ... «، كما استوحى أحد المشاركين من الفنان عادل إمام ليقول: «لا للسفارة بقلب العمارة» في إشارة إلى فيلم «السفارة في العمارة» الذي أدّى إمام دور البطولة فيه.
الزميل حسين خريس، تحدث باسم المعتصمين، فتوجه إلى «شعب بيروت» ليبشّره بأن «دعاة الدين الأميركي في مكّة تخلّوا عن غزة». وأضاف: «يا شعب بيروت أنتم الدم الجديد في شرايين هذه الأمة، وأنتم عبد الناصر، الذي يسطع على جبيننا كل غروب. أما أمراء الخليج وملوكه الذين أعطوا سيوفهم لـ (جورج) بوش فسوف ننحرهم بها في مضاجعهم. وللحكام العرب كل العرب نقول: القدس عروس عروبتكم فمتى يحين الانتقام من زناة الليل؟».
وفيما شُغل المشاركون بالهتافات، كان المنظمون يسعون إلى بثّ فيلم وثائقي على جدار السفارة، عن المجازر الإسرائيلية بحق الأطفال في غزة، لكن الفكرة المبتكرة لم تنجح بسبب صعوبة وصول الصورة عبر الجهاز المستخدم من جهة، والأنوار الكاشفة المثبّتة في زوايا البناء التي انعكست على الجدار ما أسهم في استحالة مشاهدة الفيلم.
وفي وقت كان المشاركون فيه يعودون أدراجهم عبر الطريق نفسها التي سلكوها، سأل المواطن سالم غندور، الذي يتخذ من جسر الكولا ملجأً دائماً له، أحد المغادرين «شو اعتصمتوا على السفارة؟، ويضيف: «يا عمي صرلي كم يوم ما عم شوف موظفين السفارة كانوا يمرقوا من هون قبل صلاة الجمعة ويتحنّنوا علينا، شو خلص سكّرو وفلّو؟».