تبدو مواقف المسؤولين العرب، غير المقرونة بالفعل، كأنها موجهة إلى الداخل أكثر منها إلى الخارج، في محاولة لإرضاء شعوبهم وضبط الشارع الذي يغلي، كأن الهدف هو الحفاظ على أنظمتهم، لا وقف الحرب.وكان أبرز المواقف العربية أمس، استدعاء نواكشوط سفيرها لدى تل أبيب، في وقت ازدادت فيه مطالبات المسؤولين العرب بالوقف الفوري للهجمات، مشددين على أن يحافظ الفلسطينيون على وحدتهم وعزيمتهم في وجه الاحتلال.
وأعلنت وزارة الخارجية الموريتانية، أمس، أنها «استدعت سفيرها في إسرائيل» احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على غزة، فيما قال مصدر «إن نواكشوط قررت استدعاءه للتشاور».
وتأتي هذه الخطوة عقب طلب مجلس الشيوخ الموريتاني، أول من أمس، من الحكومة «الاستعداد لقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، لأنها لم تسهم في أي مرحلة في السلام» بين العرب والإسرائيليين، داعياً إياها إلى استدعاء السفير الموريتاني في إسرائيل، والطلب من سفير هذه الأخيرة في نواكشوط «مغادرة البلاد على الفور».
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قوله إنه «أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، تناولا فيه تطورات العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وجدّد خلاله الدعوة إلى وحدة الفلسطينيين.
وبحسب الوكالة، أشاد صالح «بالصمود البطولي للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان البربري والقصف الإسرائيلي». ورأى أن «قوة الشعب الفلسطيني وصموده يكمنان في وحدته»، مؤكداً أن الدولة العبرية «تستغل حالة الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني للاستمرار في عدوانها وتنفيذ مخططاتها». وأضاف أنه طلب من «مجلس الأمن التدخل الفوري لوقف العدوان وإنهاء الحصار».
وفي الأردن، كشف النائب خليل عطية، لوكالة «فرانس برس»، أن «31 نائباً حتى الآن، من الـ110 نواب الذين يؤلفون المجلس، وقّعوا مذكرة تطالب بطرد السفير الإسرائيلي لدى المملكة وقطع العلاقات مع إسرائيل احتجاجاً على الجرائم التي ترتكبها ضد إخواننا الفلسطينيين في غزة».
وتفيد المذكرة بأن «طرد السفير وقطع العلاقات هو مطلب ملحّ، وهو أضعف الإيمان جراء ما تقوم به إسرائيل من عدوان على غزة فاق كل تصور». وتجدر الإشارة إلى أن 88 نائباً كانوا قد طلبوا من الحكومة الأردنية، نهاية الشهر الماضي، إعادة النظر في علاقة الأردن مع إسرائيل.
من جهتها، دعت الملكة رانيا المجتمع الدولي إلى إغاثة قطاع غزة. وقالت، خلال مؤتمر صحافي لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) في عمان، أن «نيلسون مانديلا قال إن حريتنا منقوصة من دون حرية الفلسطينيين، واليوم أقول لكم إن إنسانيتنا منقوصة دونهم، هي غير مكتملة وغير شاملة».
وضمت الملكة رانيا صوتها إلى صوت مسؤولي «اليونيسف» بالدعوة إلى «فتح المعابر، وعلى رأسها معبر كارني (بين غزة وإسرائيل)، للسماح بمرور مستمر للمساعدات خاصة القمح والوقود والأدوية والاحتياجات الحيوية الأخرى».
وبدوره، أكد الملك السعودي عبد الله أنه يؤيد أي «جهد لدفع العدوان الظالم على الشعب الفلسطيني»، فيما أعلنت الرياض أنها ستكون «في مقدمة أي عمل عربي أو إسلامي مشترك»، يهدف إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة شرط أن تتوافر له «مقومات الاتفاق والصدقية والجدوى».
وقال بيان صدر عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء السعودي، التي عقدت برئاسة عبد الله، إن «المملكة ثابتة على مبادئها وسياساتها وأفعالها في مناصرة الأشقاء في فلسطين ودعمهم ونجدتهم شعبياً ورسمياً وبكل ما تملكه المملكة من إمكانات».
(أ ف ب)