بول الأشقرأكملت فنزويلا خطوتها الرائدة بطرد سفير إسرائيل والقسم الأكبر من الطاقم العامل في السفارة قبل عشرة أيام بقطع علاقاتها الدبلوماسية، أمس، مع الدولة العبرية، بعد ساعات قليلة من مبادرة مماثلة قامت بها بوليفيا، أول من أمس.
وشرح بيان للخارجية الفنزويلية خلفيات قرارها الجديد بعدم التزام إسرائيل بأيّ من قرارات الأمم المتحدة، ومن بينها القرار الأخير رقم 1860.
وذكّر البيان بحصيلة 19 يوماًَ من العدوان الوحشي على غزة الذي «له كل مقوّمات إرهاب الدولة، ولا يتحمّل أي نوع من التبرير، بل يجسّد الحساب البارد الذي اعتمدته إسرائيل للقضاء على الشعب الفلسطيني»، مضيفاً «وبناءً عليه، قررنا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، كما سنصرّ أمام الرأي العام العالمي على مقاضاة زعماء إسرائيل أمام المحاكم الدولية، ولن نستريح قبل أن ينالوا عقابهم».
وكان الرئيس البوليفي إيفو موراليس، أثناء استقباله السلك الدبلوماسي في القصر الجمهوري في لاباز كما هي العادة في بداية كل سنة، قد قال «كانت لبوليفيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولكن بعد الجرائم التي ترتكبها في غزة بحق الحياة والإنسانية، قررت بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية معها، ومقاضاة رئيسها شمعون بيريز ورئيس حكومتها إيهود أولمرت أمام محكمة العدل الدولية لارتكابهما فعل الإبادة بحق الشعب الفلسطيني».
وشرح موراليس، الذي دان العدوان مراراً في الأسبوعين الأخيرين، أن لبوليفيا «هذا الحق وهذا الواجب»، داعياً حكومات العالم والمنظمات الإنسانية إلى التنسيق معها لهذه الغاية. واقترح على مؤسسة نوبل سحب جائزة السلام التي كانت قد منحتها لبيريز في عام 1994. وندد بأداء مجلس الأمن «المتواطئ»، داعياً إلى اجتماع طارئ للجمعية العمومية، ومقترحاً نقل مقر المنظمة الدولية من الولايات المتحدة.
في المقابل، قالت مديرة مكتب أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، دورا شافيت، إنها وسفير إسرائيل لدى البيرو وبوليفيا وليد منصور، لم يتلقّيا شيئاً من القنوات الدبلوماسية الرسمية، وكل ما تعرفه حتى اللحظة هو من وسائل الإعلام.
وكان موراليس قد تسلّم نهار الثلاثاء رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، نقلها إليه وزير التعاونيات محمد عباسي، تتعلق بالوضع في غزة. ونفت وزارة الخارجية البوليفية أي علاقة بين الرسالة وقرار قطع العلاقات.
من جهة ثانية، دعت الجالية الفلسطينية وعدد من التنظيمات الشعبية إلى تجمّع كبير أمس في ساحة سان فرانسيسكو المركزية في لاباز.
وفي مدينة برانكييا الكولومبية، أكبر مدينة ساحلية، نزل إلى الشوارع أكثر من ألفي متظاهر يحملون أعلاماً لبنانية وفلسطينية ويرتدون الكوفية للتنديد بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
إلى ذلك، وصلت أمس إلى القاهرة طائرة فنزويلية محمّلة بـ12 طنّاً ونصف الطن من الأدوية ستنقل إلى قطاع غزة.