strong>أمير قطر: كنا نودّ لو أن إخواننا معنا اليوماستضافت الدوحة، أمس، «قمّة غزة» أو كما سمّاها البعض «قمة الشعوب العربية»، رغم عدم اكتمال النصاب لعقدها بحسب ميثاق الجامعة العربية نتيجة الضغوط التي مارستها الدول التي عارضتها. وقد شدّدت الكلمات داخل القمة، التي حضرها إضافة إلى قادة ووزراء 12 دولة عربية، 4 ممثلين عن الدول الإسلامية من ضمنهم رئيس إيران، وممثلين عن ثلاثة فصائل فلسطينية، على وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزّة، وإدانة الجرائم الإسرائيلية، والدعوة إلى تعليق مبادرة السلام العربية وتعليق العلاقات مع إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية. لكن اللافت كان الموقف اللبناني الذي تمسّك بمبادرة السلام، وأصرّ على تسجيل موقفه في البيان الختامي.

الدوحة ـــ الأخبار
احتضنت الدوحة أمس «قمة غزّة الطارئة» التي دعا المشاركون فيها من الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وتعليق مبادرة السلام العربية ودعم المقاومة. وشدّدت الكلمات بمجملها على وقف العدوان وانسحاب إسرائيل من غزّة ورفع الحصار وفتح المعابر، وبينها معبر رفح، وتقديم المساعدات للقطاع، وتشكيل جسر بحري لنقل هذه المساعدات، إضافة إلى إنشاء صندوق لدعم غزّة. كذلك دعت إلى تقديم قادة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأكّدت استمرار الدولة العبرية في انتهاكها للقرارات الدولية وآخرها القرار 1860.
ومثّل حضور المغرب للقمة نوعاً من المفاجأة وخصوصاً بعد إعلانه عدم المشاركة. واعتذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن عدم الحضور، لتمثل الجانب الفلسطيني فصائل المقاومة، وفي مقدّمهم، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، الذي جلس إلى طاولة المراقبين، وظلت كرسي فلسطين فارغة. وعندما سُئل مشعل قُبيل القمة عما إذا كان سيجلس في المقعد المخصص لفلسطين، أجاب «نحن نعرف بالأصول».
وافتتح قمة غزّة أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، الذي أكّد أنّه «لا تناقض بين قمة اليوم وقمة الكويت الاقتصادية التي تُعقد الاثنين»، معرباً عن أسفه لعدم حضور باقي المدعوّين، قائلاً «كنا نودّ لو أن إخواننا معنا اليوم، حبذا لو تدارسوا معنا الوضع حول هذه الطاولة حتى لو كان لهم رأي آخر». وأضاف «لقد حضرت قمة في الرياض أمس (أول من أمس) وسوف نحضر جميعاً قمة أخرى في الكويت يوم الاثنين».
وأعطى أمير قطر الكلمة الأولى في الاجتماع إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، ثم للرئيس السوداني عمر البشير، الذي اعتبر أن «السلام لا يعني الاستسلام»، ودعا إلى «سحب نهائي للمبادرة العربية للسلام وإيقاف أي محاولات تطبيع مع إسرائيل وإنهاء وجودها الدبلوماسي في الدول العربية».
ونعى بعده الرئيس السوري بشار الأسد مبادرة السلام، مؤكداً أن «ما يؤخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة»، قبل أن تُنقل الكلمة إلى الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، الذي ظهر بموقف مغاير لغالبية المتحدثين، إذ شدّد على أهمية التضامن العربي وعلى التمسك بمبادرة السلام العربية. وقال إن «وحدة الصفين العربي والفلسطيني كفيلة بمضاعفة حظوظ النجاح لإضعاف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية ومجمل المخططات الهادفة إلى إضعافنا وشرذمة صفوفنا». وذكّر بأن «الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرّض لها لبنان استطاعت أن تدمر منشآته وبناه التحتية، لكنّها لم تستطع تدمير إنسانه وروح المقاومة فيه»، لافتاً إلى «مثابرة إسرائيل على خرق القرار 1701، واستمرار احتلالها لجزء من أرضنا».
وأضاف سليمان أن «اجتماعنا التضامني اليوم مع غزة، لا يجب أن يظهر كأنه تكريس للانقسام العربي وسياسة المحاور، بل كمدخل لمزيد من الوعي والتشاور والتحاور». وأضاف «لا بد أن ننطلق من هذا الاجتماع لبلورة موقف عربي موحّد ليس فقط من مسألة العدوان، بل بالتوافق على استراتيجية عربية شاملة موحّدة لمواجهة مجمل التحديات ولإلزام العدوّ بتطبيق مبادرة السلام العربية التي أُقرّت بالإجماع في بيروت عام 2002».
وكشف مصدر في الوفد اللبناني المرافق لسليمان، لوكالة «فرانس برس»، عن أن «لبنان اعترض على نقطة تعليق المبادرة العربية وأصرّ على أن يرد اعتراضه في البيان الختامي».
من جهته، جدّد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في كلمته، دعمه للمقاومة الفلسطينية، ودعا إلى مقاطعة تامة لإسرائيل من خلال قطع العلاقات معها، ومقاطعة البضائع والشركات ذات العلاقة بها، وإلى مقاضاة قادة «الكيان الصهيوني المجرمين» أمام القضاء الدولي بسبب الهجوم على غزة. ووصف اقتراح أمير قطر حول إنشاء صندوق لدعم غزة، بأنه «الاقتراح البناء»، داعياً إلى تفعيله بسرعة. وشكر نجاد «قادة فنزويلا وبوليفيا وماليزيا الذين أوقفوا مشترياتهم من الكيان الصهيوني». وتطرّق إلى «الشعار الذي رفعته الحكومه الأميركية الجديدة القائم على التغيير»، مشيراً إلى أنّ «ما يُشاهد الآن هو عدم حصول‌ أي تغيير»، معتبراً أنّ «الحكام الأميركيين الجدد يتبعون السياسات السابقة نفسها، ويبدو أنهم لم يتعلموا من دروس التجارب الفاشلة السابقة».
أما الرئيس السنغالي عبد الله واد فقد دعا إلى عقد قمة إسلامية طارئة لبحث الوضع في قطاع غزة.
وعلى هامش القمة التي أُرجئت لساعات، من دون أن يُعرف سبب التأخير، أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن مطالب قمة غزة الطارئة في الدوحة ستُحال إلى قمة الكويت الاقتصادية «ومن يريد أن ينضم فأهلاً وسهلاً». وقال «سيصدر بيان عن هذه القمة يتضمن المطالب الثمانية لأمير قطر. البيان نفسه سنطرحه في قمة الكويت». وأضاف «يجب أن تكون غزة في قلب قمة الكويت لا على هامشها».
وأكّد المعلم أنّ «هذا الاجتماع يأتي بإصرار عربي قطري سوري جماهيري إسلامي، وجاء بتصميم القادة متحدّين كل الضغوط والمغريات التي بُذلت من أجل عدم عقده». وأشار إلى أنّ هذا الاجتماع «ليس تشكيل قطب جديد»، مضيفاً «نحن لسنا مع سياسة المحاور». وعن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، قال المعلم «أي جهد يبذل هو جهد مشكور إذا واكب تطلّعات الشعب الفلسطيني، ولذلك يجب أخذ ملاحظات الإخوة في الفصائل بعين الاعتبار فهؤلاء هم من على الأرض».


لائحة المشاركينكذلك شارك نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وأمين اللجنة الشعبية العامة الليبي البغدادي المحمودي، ووزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، ووزير الأوقاف الجيبوتي حامد عبدي سلطان، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد جبريل.
ومن غير العرب، حضر الرئيسان الإيراني محمود أحمدي نجاد، والسنغالي عبد الله واد، ونائب رئيس الوزراء التركي جميل تشيشك، والممثل الخاص للرئيس الأندونيسي علوي شهاب.