strong>حمد بن جاسم: عاتبون على الجامعة العربيّة... ولو دعتنا رايس لذهبنا راكضينعمدت الدوحة إلى إقران القول بالفعل، فمع اختتام القمة الطارئة من أجل غزة، كان إعلان قطر وموريتانيا تجميد العلاقات مع إسرائيل، تاركة قرار قطع العلاقات الدبلوماسية لبقية الدول إلى قمة الكويت الاثنين المقبل

الدوحة ـ الأخبار
أعلن رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أمس، أن الدوحة ونواكشوط قررتا تجميد العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل رداً على عدوانها على قطاع غزة، وهو ما جاء في البيان الختامي لقمة غزة الطارئة على شكل إشادة في موقف البلدين، لتحفيز باقي الدول التي تقيم علاقات مع الدولة العبرية للسير على خطاهما.
وشدّد الشيخ حمد بن جاسم، في مؤتمر صحافي بعد تلاوة البيان الختامي للقمّة، على أن «تجميد علاقات قطر التجارية مع إسرائيل لا رجعة فيه إلى أن تكون هناك فرص أخرى للسلام». وأعلن أن الدوحة ستطلب من الممثل التجاري الإسرائيلي في قطر مغادرة البلاد وإعطاءه مهلة «أسبوع تقريباً» للرحيل.
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أن «موضوع تجميد العلاقات مع إسرائيل هو وجهة نظر قطرية، ولكي يتم فرضها، لا بد أن تكون قطر قدوة، ولذلك بادرت إلى اتخاذها». ورأى أن هذا الموضوع مثّل على مدى السنوات الماضية «سيمفونية تعزف ضد قطر، والآن انتهينا منها».
وفي ما يتعلّق بالمقرّرات التي صدرت عن قمّة الدوحة، أشار حمد بن جاسم إلى أن «المجتمعين اتفقوا على تقديم القرارات إلى قمة الكويت المقبلة». وأوضح أن قرارات القمة هي خطوط عريضة «حتى نترك للقادة تدارسها معنا للتجاوب مع محنة الشعب الفلسطينى والمحنة العربية». وكشف عن أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان تحفّظ على البند العاشر من المقرّرات المتعلق بطلب تعليق المبادرة العربية للسلام، باعتبار أن المبادرة خرجت من قمّة بيروت.
وأبدى الشيخ حمد «عتباً» على الجامعة العربية، إذ اعتبر أنها لم تؤدّ دوراً محايداً في مسألة تأمين نصاب القمة العربية الطارئة في الدوحة. وأشار إلى أن للنصاب قصة كبيرة «سنرويها لاحقاً عندما تهدأ الأمور»، غير أنه أشار إلى أن النصاب تأمّن أربع مرات وعاد لينقص.
وتساءل الشيخ حمد «لماذا التعاطي بحساسيّة مع دعوة القمة الطارئة لأنها صدرت من قطر». وأضاف «لو أن أحداً عرض استضافتها لما كنا نمانع، أو لو أنهم قالوا لنا لنجعلها يوم الجمعة في الكويت بدل الدوحة، فكنا سنرحب». وعلق على عدم تلبية الدعوة بالقول «لو أن (وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا) رايس دعتنا قبل ثلاثة أيام من نهاية ولايتها لكنا ركضنا». ورأى أن الشرخ الفلسطيني هو بسبب التكتل العربي. وقال «الظاهر أن أحداً من إخواننا ملتزم تجاه المجتمع الدولي بموضوع معيّن، وأنا لا أعرفه».
وعن تقسيم العرب بين معتدلين وممانعين، صنّف الشيخ حمد قطر بأنها «دولة معتدلة»، لكنه قال «إن الاعتدال لا يكون بالموافقة على ما يقوله أصدقاؤنا». وفي رد على سؤال يتعلق بمدى استخدام دولة قطر لعلاقاتها مع الولايات المتحدة لوقف الحرب، قال «إن علاقات الدوحة مع واشنطن لن تؤدي إلى وقف العدوان لأن هناك دولاً أكثر تأثيراً على اميركا».
وكان لافتاً استغلال الشيح حمد أكثر من سؤال للغمز من قناة «دول عربية»، لم يسمّها، عمدت إلى تطيير نصاب القمّة، في إشارة إلى السعودية ومصر. لكنه مع ذلك شدّد على «العلاقات الممتازة» بين الدوحة والرياض، مشيراً إلى أن «الخلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية». وشدّد على الدور المؤثّر للسعودية في العالم العربي، وعلى أن الدوحة لا تسعى إلى سلبها هذا الدور.
وفي ما خص القرار 1860، أبدى رئيس الوزراء القطري تخوّفه من أن «تنهي إسرائيل ما بدأته، ثم تتم مطالبة الفلسطينيين مع مرور الوقت بتنفيذ الشقّ الثاني من القرار باعتبار أن الشق الأول قد انتهى، وهو وقف إطلاق النار». وفي ما يتعلق بعض المطالب بنشر قوات دولية على حدود غزّة، تساءل «عن مهمة هذه القوات، هل هي للمراقبة أم للحماية أم لحصار باسم دولي؟ وقال «لا بد أن نكون حذرين من موضوع إدخال قوات أجنبية في الحدود بين فلسطين ومصر وجب ألا نتفنن في محاصرة الفلسطينيين».
وشدّد الشيخ حمد على التمسّك بمبادرة السلام العربية «ولكن يجب ألا يستمر هذا الحرص إلى الأبد في ظل عدم استجابة الطرف الإسرائيلي، بل يتعين المراجعة من وقت إلى آخر». وفي ما يتعلّق بخيار الحرب على إسرائيل، قال «إن كل دولة مشغولة بشأنها الداخلي، وكل رئيس مهموم بتثبيت أموره تحت مسمّى الأمن القومي».