باريس ــ بسّام الطيارةأكد وزير الخارجية الفرنسية، برنار كوشنير، أمام مجلس النواب الفرنسي أمس، أن بلاده ستحاور «حماس» عندما تعلن الحركة الإسلامية الفلسطينية موافقتها على عملية السلام، معبراً عن تضامنه مع دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تأليف حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من حركتي «فتح» و«حماس».
ورداً على سؤال لأحد النواب، قال كوشنير «لن نواصل فقط تشجيع رفع الحصار، بل الضغط باتجاه رفعه»، لأنه «من دون رفع الحصار عن غزة، سوف يتكرر ما حدث». وتابع «في رأينا، وقد تيقّنّا من ذلك منذ فترة طويلة، أن حماس هي أحد أطراف الحوار». وأضاف «نعتقد أنه ينبغي التحاور معهم عندما يوافقون على عملية السلام، عندما يقبلون بالانخراط في المفاوضات».
وأضاف كوشنير، متحدثاً عن الجهود الفرنسية للتوصل إلى وقف المعارك في غزة، «لكن كان لدينا وسطاء للحوار مع حماس»، وخصوصاً مصر. وتابع «والخيار الكبير الذي اتخذناه كان بانتقاء مصر محاوراً، لقدرتها على محاورة السلطة الفلسطينية وحماس». وأعرب عن أمله في «أن يتم تفعيل جهود التوحيد بين المعسكرين الفلسطينيين».
وقبيل حديث كوشنير، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا مستعدة لمحاورة حكومة فلسطينية تضم أعضاء من «حماس» إذا وافقت على المشاركة في عملية السلام مع إسرائيل. وشدد المتحدث إيريك شوفالييه على وجوب «إطلاق آلية مفاوضات يدعمها المجتمع الدولي لقيام دولة فلسطينية». وقال إن «مؤتمراً دولياً سينظم قريباً».
ورداً على سؤال لـ«الأخبار»، قال شوفالييه إن باريس تعمل على تنظيم المؤتمر الدولي، من دون أن يتطرق إلى موضوع «استبعاد حماس».
ورأى شوفالييه في الوقت نفسه أن المبادرة العربية «لا تزال عاملاً أساسياً لإحلال السلام الشامل في المنطقة». ووصف الوثيقة بأنها «من الوثائق المهمة ضمن المؤتمر المزمع عقده».
وجاءت تفسيرات الناطق الرسمي معتمدة أساساً على «اندفاع الدبلوماسية الذي قاد إلى وقف إطلاق نار»، وإن اعترف أكثر من مصدر بأنه «يوجد وقف إطلاق نار أحادي الجانب» إلا أن ما يهم الدبلوماسية الأوروبية «كان وقف معاناة المدنيين».
وأكد شوفالييه «استعداد بلاده للتعامل مع أي حكومة وحدة وطنية، تحترم عملية السلام»، مشدداً على أن «المصالحة الفلسطينية أحد العوامل الأساسية» في عملية الخروج من الأزمة الحالية.
وأشارت مصادر إلى أن «مسألة رفع حماس عن لائحة الإرهاب» سيجري تناولها في «الاجتماع الثاني في بروكسل» الذي دعي إليه مسؤولون عرب (وزراء خارجية مصر والأردن وتركيا، إضافة إلى ممثل للسلطة الفلسطينية)، وليس في الاجتماع الذي دعيت إليه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، نظراً إلى ما يشكله وضعها على لائحة الإرهاب من معاكسة لاستراتيجيه الاتحاد الأوروبي في خطواته الأخيرة.
وبالتزامن مع ذلك، كشف أحد الدبلوماسيين عن أن الأوروبيين، وفي مقدمهم الفرنسيون، أدركوا أن «حماس باتت عنصراً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة جديدة»، وبالتالي فإن «تصحيح الخطأ الذي دفعهم قبل سنتين إلى مقاطعتها» بات أمراً فرضته وقائع الأمور. ولا يتردد الدبلوماسي من مقارنة وضع «حماس» بحزب الله والتطرق إلى «الديناميكية الأوروبية»، التي تسعى إلى «دفع حماس باتجاه العمل السياسي» كما حصل مباشرة بعد حرب تموز. ونفى الدبلوماسي الرفيع المستوى أي مسعى «لامتصاص انتصار حماس»، لكنه لا يتردد في القول إن «أي انتصار على الساحة يجب ترجمته سياسياً».