دمشق ــ سعاد مكرمجدّد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، موقف بلاده من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، الذي يفيد بأنّ السلام «لن يتحقق بالمفاوضات غير المباشرة، ومن الطبيعي أن ننتقل في مرحلة لاحقة إلى مرحلة المفاوضات المباشرة».
موقف قديم ـــــ جديد استعاده الأسد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الكرواتي ستيبان ميسيتش في العاصمة السورية دمشق. وشبّه الرئيس السوري عملية السلام بـ«البناء الذي يحتاج إلى أسس متينة، ومن ثم نبني البناء لا العكس».
وعن المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في أيار الماضي بوساطة تركيّة، فإنها على حدّ وصف الأسد «عملية بناء للأساس. وإذا كانت هذه الأسس سليمة، فستكون المفاوضات المباشرة ناجحة، ويمكن المتابعة فيها نحو السلام».
وفي السياق، شدّد الأسد على أهمية تفعيل الدور الأوروبي في عملية السلام ودعم تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وعلى ضرورة الربط بين استجابة الدولة العبرية لهذه القرارات والعلاقات الأوروبية ــ الإسرائيلية في مختلف المجالات. وبرّر الأهمية التي يعطيها للدور الأوروبي بكون «أمن العالم العربي وأمن أوروبا مترابطان خلال التاريخ، كما أن مستقبل منطقتينا يواجه تحديات مماثلة».
وفي شأن الحصار المفروض على قطاع غزة، حثّ الرئيس السوري الدول الأوروبية على ضرورة اتخاذ «موقف لمصلحة الإنسانية من خلال العمل على رفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني، ومن خلال عودة الأراضي المحتلة والحقوق لأصحابها الشرعيين». كما شدّد على ضرورة خروج القوات الأجنبية من العراق، وضمان وحدته أرضاً وشعباً.
وعمّا إذا كان يرى أن تغييراً ما قد يحصل في الشرق الأوسط مع تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها، فضّل الأسد التمسك بالأمل «بدل إعطاء التوقعات»، مشيراً إلى أن بداية الأمل من عهد باراك أوباما تكون بأن «لا نرى حروباً جديدة في أي مكان في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط».
وطالب الإدارة الجديدة «بالعمل جدياً وواقعياً من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط»، وأن «تمتلك رؤية واضحة لحل المشكلة الكبيرة، وهي العراق، من خلال العمل على سحب القوات وإيجاد عملية سياسية تؤدي إلى استقراره وتوحيد أراضيه في المستقبل».
بدوره، أعطى ميسيتش «أهمية خاصّة» للقائه بنظيره السوري، مشدداً على أنه «من واجبنا تحقيق الأمن والسلام للأجيال المقبلة لا الحروب والنزاعات».
ورأى أن المفاوضات هي الحل «لإعطاء أجوبة شاملة لمشاكلنا». وذكّر بأنه يزور اليوم جنود بلاده العاملين في قوات الأمم المتحدة المكلّفة بمراقبة فضّ الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان «أندوف».
وعن موقفه من حصار غزة، رأى الضيف الأوروبي أن بلاده تتعاطى مع «الحقائق الموجودة» التي يعبّر عنها معطيان: «الأول أن للفلسطينيين الحق في بناء دولة، والثاني هو أن إسرائيل موجودة».