إن الكلام لم يعد ينفع، والسبيل الوحيدة للمواجهة هي أرض المعركة. هذا ما توحي به التصريحات من إيران، التي اتهمت دولاً عربية وإسلامية بالتورط في المجزرة
طهران ــ محمد شمص
صبّ المسؤولون الإيرانيون، أمس، جام غضبهم على الأنظمة الإسلامية والعربية، محمّلين إياها مسؤولية إراقة الدم الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك في وقت نُظِّمت فيه تظاهرات حاشدة في جميع أرجاء البلاد منددة بالعدوان ومطالبةً الأمم المتحدة بالتدخل.
ورأى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، أن «سكوت وتشجيع بعض الأنظمة العربية، التي تدعي الإسلام، عن جرائم إسرائيل هي المصيبة الأكبر». ودعا علماء الأزهر إلى «إعلاء كلمة الحق، ودق ناقوس الخطر، الذي يهدد الإسلام»، طالباً من المسلمين نصرة الشعب الفلسطيني.
كذلك توجه خامنئي إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، ودعاها إلى القيام بـ«واجبها التاريخي في مواجهة إسرائيل ومحاكمة رؤسائها المجرمين ومعاقبتهم»، معلناً اليوم الاثنين يوم حداد عام في إيران.
بدوره، أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أن «جرائم إسرائيل في غزة لن تغير شيئاً في المعادلة، بل ستجعل عاقبة إسرائيل وخيمة». وشدّد، في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان عبد الله شلح، على وقوف إيران ودعمها الكامل للشعب والمقاومة في فلسطين.
وفي السياق، حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الإسرائيليين والأميركيين من عواقب العدوان على غزة، متوقعاً مصيراً مشابهاً لذلك الذي حصل في حرب تموز 2006. وأضاف، في تجمع للنواب الإيرانيين في ساحة فلسطين تضامناً مع غزة، أن على الصهاينة أن «ينتظروا الأمواج القادمة للانتفاضة الثالثة».
ووضع الأمين العام لمؤتمر دعم الشعب الفلسطيني، علي أكبر محتشمي بور، مسؤولية العدوان على عاتق الرئيس المصري حسني مبارك. وقال إن «مبارك كان على علم مسبق بالعدوان على غزة»، مطالباً بمحاكمة بعض الرؤساء والزعماء العرب، والرئيس الأميركي، وزعماء إسرائيل. كذلك، صدر بيان للحرس الثوري، أكد فيه أن «العدوان على غزة لن يمر من دون عقاب أو جواب، وأن أحرار العالم لن يسكتوا عن جرائم صهاينة، وعلى هؤلاء أن ينتظروا تحقق السنة الإلهية قريباً، ليشهد العالم إزالة إسرائيل عن الوجود». وتظاهر آلاف الطلاب الإيرانيين في طهران والمدن الكبرى، وتجمع حشد منهم أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة، تنديداً بجرائم إسرائيل في غزة، ممهلين المنظمة الدولية 3 أيام للتدخل لدى لوقف حمام الدم وإلا سيُغلقون مكتبها في طهران.