يحيى دبوقمن جهته، قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، لصحيفة «هآرتس» أمس، إن «التقدير السائد لدى المؤسسة الأمنية يشير إلى إمكان أن تقدم منظمات الجهاد العالمي على تنفيذ عمليات انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، بهدف إظهار الدعم لحركة حماس في غزة»، مضيفاً إن «الجيش طلب من مسؤولي البلديات في المستوطنات الشمالية، اتخاذ كل ما يلزم من خطوات استثنائية، لمواجهة إمكان تردّي الوضع على الحدود الشمالية» مع لبنان.
وذكر مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، أن «الاستخبارات الإسرائيلية التي تعرب عن قلقها من نيّات حزب الله، تجد صعوبة في فهم نيّاته وتحليلها»، لكنه عاد واستدرك أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، «لم يلتزم بالعمل لمصلحة الإخوة في غزة، رغم أنه ألقى خطاباً حربياً»، مشيراً إلى أن «حزب الله وحماس يجدان أيضاً صعوبة في فهم نيّات إسرائيل، والفرضية القائمة لديهما أن الإسرائيليين قد أصابهم الجنون قليلاً في الأيام الأخيرة، وبالتالي فإنّ من غير المناسب العمل على مواصلة إغضابهم».
وعن إمكان «استغلال» حزب الله لعدوان إسرائيل على قطاع غزة من أجل تنفيذ عمليات ضد الدولة العبرية، أشار مراسل صحيفة «جيروزاليم بوست» للشؤون العسكرية، يعقوب كاتس، إن «الجيش أعلن رفع مستوى تأهّبه على الحدود الشمالية، خشية إقدام مجموعات إرهابية تعمل برعاية حزب الله، على إطلاق صواريخ في الأيام القليلة المقبلة، باتجاه الأراضي الإسرائيلية، والهدف هو فتح جبهة جديدة حيال إسرائيل في الوقت الذي يعمل فيه الجيش الإسرائيلي ضد حماس في قطاع غزة».
وتابع كاتس، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن «إسرائيل قلقة من اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال المسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية، وبالتالي تخشى من استغلال الحزب لانشغال إسرائيل في غزة، كي ينفذ انتقامه».
وفي السياق، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن «الخشية الإسرائيلية تتركّز على إمكان أن يعمد حزب الله إلى تنفيذ انتقامه، في الوقت الذي تقترب فيه إسرائيل من بداية العملية البرية في القطاع». وشددت على أن «الحزب خطف الجنديين الإسرائيليين في تموز 2006، في الوقت الذي شُغل فيه الجيش بمواجهة الفلسطينيين على خلفية خطف حماس للجندي جلعاد شاليط».
من جهته، أوضح مصدر أمني إسرائيلي، للصحيفة نفسها، أن «الاستعدادات التي أعلنها على طول الحدود الشمالية، تأتي في ظل الخشية من أن يورّط حزب الله نفسه في المواجهة الحالية مع الفلسطينيين». وشدد على أن «كل ما يحدث في جنوب لبنان له علاقة بحزب الله، ونحن لا نصدق أن شيئاً ما يحصل هناك من دونه، إلا أننا مستعدون ولدينا الرد إذا حصل لنا شيء».
وقال المعلق الرئيسي في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، إن «ما يشاع في إسرائيل عن أن لبنان شبيه بغزة، هو كلام غير صائب وغير صحيح، ذلك أن هناك فرقاً كبيراً بينهما كالفرق بين الحرج والغابة، لأن كليهما يختلف عن الآخر، ولحزب الله قدرات أكبر بكثير مما لدى حماس، فأنت إذا دخلت حرجاً يمكنك أن تضيع لكن يمكنك أن تخرج منه، أما في الغابة، فأنت تضيع من دون أن تجد لك مخرجاً».