لم تكتف الولايات المتحدة بإثارة ملفّ سعي سوريا إلى الحصول على تكنولوجيا نووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل تعمد على ما يبدو مع بعض حلفائها إلى منع هذه الوكالة من تقديم مساعدة إلى دمشق لبناء مفاعل نووي.وقال دبلوماسيّون في فيينا إن الولايات المتحدة وحلفاء أساسيين لها يعارضون عرضاً من وكالة الطاقة لمساعدة سوريا في سعيها إلى بناء مفاعل نووي، بسبب الشبهات حول عملها سرّاً على برنامح من الممكن أن يؤدّي إلى حصولها إلى سلاح ذري.
وذكرت دراسة الجدوى للمساعدة، والواردة في وثيقة سريّة قالت وكالة «أسوشيتد برس» إنها حصلت عليها، أن المبلغ المالي المقترح تقديمه إلى سوريا هو 350,000 دولار. وقال أحد الدبلوماسيين إنه أخذاً في الاعتبار الشكوك الدولية حول سوريا، فإن «المبلغ المالي سيكون مشكلة بالنسبة إلى الدول الغربية، التي تؤمن ميزانية الوكالة النووية، حينما تضطر إلى أن تشرح للمواطن الغربي الذي يدفع الضرائب، كيف يتم صرف الأموال».
ويرى دبلوماسيون آخرون أن «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوستراليا وغيرها من الدول، الأعضاء في مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضواً، قلقون من احتمال أن تؤدّي المساعدة إلى رسالة خاطئة للدول الخاضعة لتحقيقات وكالة الطاقة».
وأشار العرض، بحسب «اسوشييتد برس»، إلى أن «الوكالة قد تختار المفاعل النووي المناسب، وتعرض المساعدة اللازمة» على أساسه.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة وداعميها يدرسون معارضة المشروع بشكل واسع خلال اجتماع حكام الولاية المقرّر في السابع والعشرين من الشهر الجاري، لكن عقبات تقف في الطريق.
وأعطى الدبلوماسيون مثالاً على العقبات، مستشهدين بالمعارضة التي قادتها واشنطن قبل عامين لمشروع تقديم مساعدة من الوكالة لإيران في بناء مفاعل لإنتاج البلوتونيوم. وأضافوا أن إيران تخضع اليوم لعقوبات دولية لتحدّيها قرارات مجلس الأمن الدولي بوقف العمل على هذا المفاعل، الذي على غرار برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ينتج مواد انشطارية للرؤوس الحربية.
والفرق، بحسب الدبلوماسيين، هو أن سوريا «ليست كذلك»، مشيرين إلى أن هذا الفرق يجعل بعض الدول، التي دعمت المعارضة الأميركية لمساعدة إيران، «فاترة» في تطبيق السياسة نفسها مع سوريا.
وتخشى الدول الغربية من أن الضغط الكبير على الوكالة وسوريا بشأن البرنامج النووي قد يأتي بنتائج عكسيّة، إذ قد «تثير شكاوى من الدول النامية حول عزم الدول الغربية حجب مساعدات الوكالة الدولة للطاقة الذرية عنها، وبالتالي تشتيت انتباه الوكالة عن التحقيق بشأن الادّعاء بعمل سوريا على برنامج نووي سري».
وفي ردّها على هذه الأنباء، قالت المتحدثة باسم الوكالة، مليسا فليمنغ، إنه لا تعليق للوكالة على الموضوع.
ومن المقرّر أن يوزّع المدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، الأسبوع المقبل، تقريراً سريّاً إلى مجلس حكامها عن الدول التي تحقّق الوكالة في برامجها.
(أ ب)