رام الله ـ أحمد شاكرغزة ـ قيس صفدي
بدت حركة «حماس»، بعد مغادرة وفدها قطاع غزة إلى القاهرة أمس، عشية مباحثاته الثنائية مع المسؤولين المصريين، أنها تسعى إلى إعادة ترطيب الأجواء، من خلال تراجعها عن «لاءاتها» الأربع المعطلة للحوار، وتأكيد جديتها لإنجاح الجهود المصرية، مع ضمان نفوذها في غزة.
وقال القيادي في «حماس»، عضو وفد الحركة لحوار القاهرة محمود الزهار: «سنذهب لنستمع إلى ما سيطرحه المصريون من دون إجابات مسبقة، وسنطرح بدورنا ما لدينا من تصور وآليات للحل»، نافياً إشهار الحركة «لاءات في وجه الحوار الوطني المرتقب (التي أطلقها عضو الحركة أسامة المزيني)». ورأى أن تصريحات المزيني مجرد «تقدير».
وغادر الزهار قطاع غزة ضمن وفد للانضمام إلى وفد قيادي من الضفة الغربية، وآخر من الخارج برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، لإجراء حوار ثنائي مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان اليوم.
في هذا الوقت، أكدت مصادر مقربة من «حماس»، لـ«الأخبار»، أن الحركة «ستبدي ليونة في مواقفها تجاه إنهاء الانقسام والانفصال بين غزة والضفة إذا أُعطيت تطمينات مصرية بحفظ شرعيتها وعدم المساس بقياداتها».
وإضافة إلى إنهاء الانقسام، أشارت المصادر إلى أن «حماس معنية بتحصيل نقاط قوة أكثر من فتح من خلال الاتفاق المتوقع عقب انتهاء الحوار على اعتبار أنها صاحبة الغالبية النيابية في المجلس التشريعي الفلسطيني».
من جهته، قال رئيس وفد حركة «فتح» إلى الحوار، نبيل شعث، إن مصر «أعدت خطة تنتظر رأي حماس. وبالتالي، فإذا كان رأي الحركة الإسلامية مختلفاً اختلافاً كبيراً عما هو موجود في الخطة، فعندها ستحدث جولة جديدة من الحوار. أما إذا جاءت حماس بموقف تصالحي قريب من المواقف التي تبنتها مصر، فعندها نذهب فوراً إلى جلسة حوار».
وبدا رئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عزام الأحمد، أكثر تشدّداً، إذ قال إن «الحوار مع حماس لن يبدأ قبل توقيع اتفاق بإنهاء حال الانقسام الفلسطينية»، موضحاً أن هذا «ليس شرطاً تقدمه حركته، بل موقف كل الفصائل الفلسطينية التي وقعت على ذلك في القاهرة». كذلك أكد «رفض حركته تأليف حكومة وحدة وطنية مع الحركة الإسلامية على غرار التي أُلِّفَت عقب اتفاق مكة»، معلناً أن «الرابع من تشرين الثاني المقبل هو موعد الاجتماع الذي ستقرر بعده مصير الانتقال إلى جامعة الدول العربية في حال النجاح أو الفشل، لتحديد معرقلي الاتفاق وتحميلهم المسؤولية».
في المقابل، رأى المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، أن حديث الأحمد عن «خطة مصرية جاهزة والحديث عن تفصيلاتها وعن أن حركة فتح موافقة عليها وأن أي طرف لن يقبلها سيُعَرى ويُفضَح ويُعرَّض لعقوبات سياسية، تُسمم الأجواء وتسيء إلى الجهد المصري وتحاول قطع الطريق أمام أي جهود عربية لإنجاح الحوار».